للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الذي ذكرته من عند البخاريّ، وسيأتي أيضًا عند المصنّف بعد حديثين ما يشير إليه في رواية أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه -.

وقوله: (فَمَنْ كانَ اعْتَكَفَ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) فيه التفات، وفي رواية البخاريّ: "فمن كان اعتكف معي، فليرجعٍ".

وقوله: (وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً) بفتح القاف والزاي: أي قطعة من سحاب رقيقة.

وقوله: (فَمُطِرْنَا) بالبناء للمفعول، وفي رواية البخاريّ: "فجاءت سحابة، فمَطَرَت"، وله من وجه آخر: "فاستَهَلَّت السماءُ، فأمطرت".

وقوله: (حَتَّى سَالَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ) وفي رواية مالك: "فوكف المسجد - أي قطر الماء من سقفه - وكان على عَرِيش"؛ أي مثل العَرِيش، وإلا فالعريش هو نفس سقفه، والمراد أنه كان مُظَلّلًا بالجريد، والْخُوص، ولم يكن مُحْكَم البناء، بحيث يُكِنّ من المطر الكثير.

وقوله: (حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ فِي جَبْهَتِهِ) وفي رواية مالك: "على جبهته أثر الماء والطين"، وفي رواية ابن أبي حازم عند البخاريّ: "انصرف من الصبح، ووجهه ممتلئ طينًا وماءً"، وهذا يُشعِر بأن قوله: "أثر الماء والطين" لَمْ يُرِد به محض الأثر، وهو ما يبقى بعد إزالة العين، قاله في "الفتح" (١).

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام شرحه، وبيان مسائله، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج - رَحِمَهُ اللهُ - المذكور أولَ الكتاب قال:

[٢٧٧٣] ( … ) - (وَحَدَّثنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَز (ع) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، كِلَاهُمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ، وَفِي حَدِيثِهِمَا: رَأَيْتُ (٢) رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ انْصَرَفَ، وَعَلَى جَبْهَتِهِ، وَأَرْنَبَتِهِ أَثَرُ الطِّينِ).


(١) "الفتح" ٥/ ٤٥٦ - ٤٥٧.
(٢) وفي نسخة: "ورأيتُ".