للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الحضر، والسُّدّة: الباب، ويُنسَب إليها على اللفظ، فيقال: السُّدّيّ، ومنه الإمام المشهور، وهو إسماعيل السُّدّيّ؛ لأنه كان يبيع المقانع، ونحوها في سُدّة مسجد الكوفة، والجمع: سُدَدٌ، مثلُ غُرْفَةٍ وغرَفٍ. انتهى (١).

وقوله: (فَنَحَّاهَا) أي: أزال الحصير، وإنما أنّثها؛ لأنَّها بمعنى الباريّة، قال الفيّوميّ: الْحَصِير: الْبَاريّةُ، وجمعها حُصُرٌ، مثلُ بَرِيدٍ وبُرُدٍ، وتأنيثها بالهاء عاميّ، قال: والباريّة: الْحَصير الْخَشِنُ. انتهى (٢).

وقوله: (فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ) أي أزالها إلى جانب القبّة.

وقوله: (ثُمَّ أَطْلَعَ رَأسَهُ) بقطع الهمزة: أي أخرجه.

وقوله: (ثُمَّ أُتِيتُ … إلخ) بالبناء للمفعول: أي أتاني ملكٌ، وقد تقدّم أنه جبريل - عَلَيْهِ السَّلَامْ -.

وقوله: (وَرَوْثَةُ أَنْفِهِ) قال النوويّ: هي بالثاء المثلّثة، وهي طرفه، ويقال لها أيضًا: أَرْنَبة الأنف، كما جاء في الرواية الأخرى. انتهى (٣).

وقوله: (فِيهِمَا) أي في جبينه، وروثة أنفه، وفي نسخة "فيها" بالإفراد، راجع إلى الروثة.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام شرحه، وبيان مسائله، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج - رَحِمَهُ اللهُ - المذكور أولَ الكتاب قال:

[٢٧٧٢] ( … ) - (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَأَتَيْتُ؛ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ - رضي الله عنه -، وَكانَ لِي صَدِيقًا، فَقُلْتُ: أَلَا تَخْرُجُ بِنَا إِلَى النَّخْلِ، فَخَرَجَ، وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ، فَقُلْتُ لَهُ: سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ؛ فَقَالَ: نَعَمْ، اعْتَكَفْنَا


(١) "المصباح المنير" ١/ ٢٧٠ - ٢٧١.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٤٧ و ١٣٨ - ١٣٩.
(٣) "شرح النوويّ" ٨/ ٦٢.