زائدة بن قُدامة في هذا الإسناد، فجمع بين شيوخ الأعمش الثلاثة، وهم: سلمة بن كُهيل، والحكم بن عُتيبة، ومسلم البطين، فحدث به عنه، عنهم (١)، عن شيوخ ثلاثة، وهم: سعيد بن جُبير، ومجاهد، وعطاء.
قال الحافظ رحمه الله: وظاهره أنه عند كلّ منهم، عن كل منهم.
وَيحْتَمِل أن يكون أراد به اللفّ والنشر بغير ترتيب، فيكون شيخ الحكم عطاءً، وشيخ البَطِين سعيدَ بنَ جبير، وشيخُ سلمة مجاهدًا.
قال الجامع عفا الله عنه: هذا الاحتمال هو الأظهر؛ لما سيأتي في التنبيه من رواية النسائي من طريق عبد الرحمن بن مَغْراء، عن الأعمش مُفَضَّلًا، وهو أيضًا مما يُقَوِّي رواية أبي خالد هذه.
قال الحافظ: وقد وصلها -أي رواية أبي خالد- مسلمٌ، لكن لم يسق المتن، بل أحال به على رواية زائدة، وهو مُعْتَرَضٌ؛ لأن بينهما مخالفة سيأتي بيانها.
قال: ووصلها أيضًا الترمذيّ، والنسائيّ، وابن ماجه، وابن خزيمة، والدارقطنيّ، من طريق أبي خالد. انتهى كلام الحافظ رحمه الله.
[تنبيه]: رواية أبي خالد الأحمر، عن الأعمش هذه ساقها النسائيّ رحمه الله في "الكبرى"(٢/ ١٧٣) عن شيخ مسلم، فقال:
(٢٩١٤) - أنبأ عبد الله بن سعيد، قال: حدَّثنا أبو خالد، قال: حدّثنا الأعمش، عن سلمة، والْحَكَم، ومسلم، عن سعيد بن جبير، وعطاء، ومجاهد، عن ابن عباس، قال: جاءت امرأة إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: إن أختي ماتت، وعليها صيام شهرين متتابعين، فقال:"أرأيت لو كان على أختك دين، أكنت تقضينه؟ " قالت: نعم، قال:"فحق الله أحقّ". انتهى.
وهذا صريح في أن رواية أبي خالد فيها أن السائلة امرأة، سألت عن أختها، والسائل في رواية زائدة رجل سال عن أمه، فاختلفا، فإحالة مسلم بقوله:"بهذا الحديث" فيه نظر لا يخفى، وقد تقدّم تنبيه الحافظ رحمه الله عليه، فتنبّه.
(١) قوله "فحدّث به" أي: بهذا الحديث، وقوله: "عنه" أي: عن الأعمش، وقوله "عنهم" أي: عن شيوخه الثلاثة المذكورين.