للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣ - (الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ) بن عروة النخعيّ، أبو عروة الكوفيّ، ثقةٌ فاضلٌ [٦] (ت ١٣٩) (م ٤) تقدم في "الإيمان" ٣٨/ ٢٦٣.

٤ - (سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ) السلميّ، أبو حمزة الكوفيّ، ثقة [٣] (ع) تقدم في "الإيمان" ٥/ ١٢٠.

و (ابن عمر) - رضي الله عنهما - ذُكر قبله.

وقوله: (سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - رَجُلًا) لا يُعرف (١).

وقوله: (يَقولُ: اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ النِّصْفِ) أي نصف رمضان، والظاهر أن "الليلةُ" بالرفع على الابتداء، و"ليلةُ النصف" خبره، ولكن الموجود في النسخ المطبوعة مضبوط ضبط قلم بنصب "الليلةَ"، ولا يخفى بُعْده، والله تعالى أعلم.

وقوله: (مَا يُدْرِيكَ أَنَّ اللَّيْلَةَ النِّصْفُ؟) قال النوويّ رحمه اللهُ: معناه أنك لا تدري أن الليلة النصف أم لا؛ لأن الشهر قد يكون تسعًا وعشرين، وأنت أردت أن الليلة ليلة اليوم الذي بتمامه يتم النصف، وهذا إنما يصح على تقدير تمامه، ولا تدري أنه تامّ أم لا. انتهى.

وقوله: (وَحَبَسَ أَوْ خَنَسَ إِبْهَامَهُ) "أو "للشكّ من الراوي، والحبس: المنع؛ أي منع إبهامه من البسط والنشر، فأخّرها بالقبض، والخَنْسُ: التأخّر، والتأخير، يُستعمل لازمًا ومتعدّيًا، قال في "المصباح": خَنَستُ الرجلَ خَنْسًا، من باب ضرب: أخّرته، أو قبضته، وزَوَيته، فانخنس، مثلُ كسرته فانكسر، ويُستعمل لازمًا أيضًا، فيقال: خَنَسَ الرجل هو، ومن المتعدّي في لفظ الحديث: "وخَنَسَ إبهامه"؛ أي قبضها، ومن الثاني الْخَنّاس في صفة الشيطان؛ لأنه اسم فاعل للمبالغة؛ لأنه يَخْنِسُ إذا سَمِعَ ذكر الله تعالى؛ أي ينقبض، ويُعدَّى بالألف أيضًا. انتهى (٢).

فتبيّن بما ذُكر أن "خَنَسَ" هنا متعَدّ؛ لنصبه "إبهامَهُ"؛ أي أخّرها، وقبضها، ولم يتركها مبسوطة.

والحديث متّفقٌ عليه دون القصّة، وقد مضى تمام شرحه، وبيان مسائله، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.


(١) "تنبيه المعلم" (ص ١٩٩).
(٢) "المصباح المنير" ١/ ١٨٣.