في الجرح والتعديل مختصرًا، وذكره الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي بن أحمد المقدسيّ في كتابه "رجال الصحيحين"، فقال: مخلد بن خالد الشَّعِيريّ سمع سفيان بن عيينة في الزكاة.
قال النوويّ رحمه اللهُ: وإنما ذكرت هذا كله؛ لأن القاضي عياض قال: لم أجد أحدًا ذكر مخلد بن خالد الشَّعِيريّ في رجال الصحيح، ولا في غيرهم، قال: ولم يذكره الحاكم، ولا الباجيّ، ولا الجيانيّ، ومن تكلم على رجال الصحيح، ولا أحد من أصحاب المؤتلف والمختلف، ولا من أصحاب التقييد، ولا ذكروا مخلد بن خالد غير منسوب أصلًا، وبسط القاضي الكلام في إنكار هذا الاسم وأنه ليس في الرواة أحد يسمى مخلد بن خالد، لا في الصحيح ولا في غيره، وضم إليه كلامًا عجيبًا، وهذا الذي ذكره من العجائب، فمخلد بن خالد مشهور، كما ذكرناه أولًا، وبالله التوفيق. انتهى كلام النوويّ رحمه اللهُ، وهو تعقّب جيّد.
تفرّد به المصنّف، وأبو داود، وله في هذا الكتاب هذا الحديث فقط، وروى عنه أبو داود ثلاثين حديثًا.
والباقيان ذُكرا قبله.
وقوله:(وَلَمْ يَذْكُرْ في الْحَدِيثِ) الفاعل ضمير مخلد بن خالد.
[تنبيه]: رواية مخلد بن خالد، عن سفيان بن عيينة هذه لم أر من ساقها تامّة، فليُنظر، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه اللهُ المذكور أولَ الكتاب قال:
[٢٤٤٦](١٠٦١) - (حَدَّثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا فَتَحَ حُنَيْنًا، قَسَمَ الْغَنَائِمَ، فَأَعْطَى الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ، فَبَلَغَهُ أَنَّ الْأنصَارَ يُحِبُّونَ أَنْ يُصِيبُوا مَا أَصَابَ النَّاسُ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَخَطَبَهُمْ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأثنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "يَا مَعْشَرَ الأنصَارِ، ألَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا،