للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأنصَارِ) لا يُعرف اسمه، كما قاله صاحب "التنبيه" (١). (بِصُرَّةٍ) بضمّ الصاد المهملة، وتشديد الراء: وِعَاءُ الدراهم، والدنانير، جمعها صُرَرٌ، مثلُ غُرْفَة وغُرَفِ (كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا) بكسر الجيم، من باب ضَرَب، وعَجِزَ -بكسر الجيم- يَعْجَز -بفتحها- عَجَزًا- بفتحتين- من باب تَعِبَ، لغةٌ لبعض قَيسِ عَيْلَانَ، ذكرها أبو زيدٍ، وهذه اللغة غير معروفة عندهم، وقد رَوَى ابن فارس بسنده إلى ابن الأعرابيّ أنه لا يُقال: عَجِزَ الإنسان -بالكسر- إلا إذا عَظُمت عَجِيزَته، ذكره في "المصباح" (٢). (بَلْ قَدْ عَجَزَتْ) "بل" في مثل هذا للإضراب الإبطاليّ، أَخْبَرَ أوّلًا بأنّ كفّ الرجل قاربت العجز، ثم تبيّن له أنها عجزت حقيقةً، فأخبر به، والمراد أن الرجل تصدّق بمال كثير.

(ثُمَّ تتَابَعَ النَّاسُ) أي: تبع بعضهم بعضًا في المجيء بالصدقة (حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ) بفتح الكاف، وضمّها، قال القاضي عياض-رحمه الله-: ضبطه بعضهم بالفتح، وبعضهم بالضمّ، قال ابن السراج: هو بالضمّ اسم لما كُوِّمَ، وبالفتح المرّة الواحدة، قال: والكُومة -بالضمّ-: الصُّبْرة، والكُوم العظيم من كلّ شيء، والكوم المكان المرتفع، كالرابية، قال القاضي: فالفتح هنا أولى؛ لأنّ مقصوده الكثرة، والتشبيه بالرابية. انتهى (٣). (مِنْ طَعَام وَثيَاب) بيان للكوم (حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-يتَهَلَّلُ) أي: يَستنير فرَحًا وسُرورًا.

وقوله: (كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ) قال النوويّ -رحمه الله-: ضبطوه بوجهين:

[أحدهما]: وهو المشهور، وبه جزم القاضي، والجمهور "مُذْهَبة" بذال معجمة، وفتح الهاء، وبعدها باءٌ موحّدة.

[والثاني]: - ولم يذكر الحُمَيديّ في "الجمع بين الصحيحين" غيره -"مُدْهُنَة"- بدال مهملة، وضم الهاء، وبعدها نون- وشرحه الحميديّ في كتابه "غريب الجمع بين الصحيحين"، فقال: هو وغيره ممن فسّر هذه الرواية، إن صحّت: الْمُدهُن: الإناء الذي يُدهَن فيه، وهو أيضًا اسمٌ للنُّقْرة في الجبل التي


(١) "تنبيه المعلم بمبهمات صحيح مسلم" (ص ١٩١).
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٣٩٣.
(٣) راجع: شرح مسلم للنوويّ ٧/ ١٠٥.