للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ويدين الطب أيضًا للكيمياء العربية للوصول إلى عدد كبير جدًا من الأدوية مثل الشراب المستخرج من تقطير بعض الأعشاب والمن أو السكر. وهذا النوع من الأدوية يلعب دورًا خطيرًا في شفاء كثير من الأمراض، وذلك لأن شراب الجلاب وهو هذا الشراب الحلو المرطب أكثر رقة عند طبخه وإعداده من الشراب العادي.

كذلك الفواكه المقندة في عسل أو سكر أو أجزاء أخرى من النباتات، لقد عرفتها أوربا عن طريق العرب فلفظ (قند هو لفظ عربي بمعنى سكر).

كذلك يطلق الرازي على نوع من أدوية علاج العيون «سيف» وهو يتعاطى في شكل ملبس، وقد تمكن الرازي من تحويل شراب الرب وهو هذا العصير النباتي إلى حبوب، وذلك عن طريق طبخ العصير؛ وبذلك جعله سهل التناول في الطريق وأثناء السفر.

وأدرك الرازي بعض المتاعب التي يقاسيها المرضى من جراء تجرع الدواء المعروف باسم «رب» فقد كان رديء الطعم، لذلك لمّا حوله إلى حبوب كساه بطبقة حلوة من السكر أي جعله ملبسًا كما هو الحال اليوم. من هذا النوع المعروف في أوربا باسم «دراجا» وإلى الرازي يرجع الفضل في استخدام عصير الفواكه وطبخه وإضافة العسل أو السكر إليه ومواد أخرى، وصنع منه ملبسًا، وذلك بصب هذا الخليط بعد طبخه على رخام وتشكيله حسب المطلوب.

أما العادة السائدة اليوم والخاصة بتذهيب أو تفضيض الحبوب (البلوعات) فترجع في الواقع إلى ابن سينا، وذلك لأنه كان يعتبر الذهب والفضة من المواد المنبهة للقلب أو الدورة الدموية، لذلك استخدم الذهب والفضة لكساء أو طلاء الحبوب التي تبلع.

وقد أظهر العرب براعة فائقة في إعداد الأربطة واللبخ والمعاجين والمساحيق، هذا عدا علاج الالتهابات التي تحدث تحت الجلد أو الخراجات ومختلف أنواع الأمراض الجلدية وسائر الجروح ووقف الأوجاع ومنع تقيح الجروح حيث أوجد العرب المضادات الحيوية على أساس البنسلين والإسبرجليوس وغيرهما من المواد

<<  <   >  >>