للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الكبريتيك، ومن الوسائل الحامضة المحتوية على مواد نشوية أو سكرية استخرج الكحول (الكحل) ومعنى اللفظ الحرفي «الأكثر رقة». والكحل هو في الأصل مسحوق الأنتيمون الناعم وكان يستخدمه الكحالون (أطباء العيون)؛ لذلك نجد طبيب العيون المشهور «علي بن عيسى» يلقب بلقب الكحال. وكان العرب يقطِّرون مختلف أنواع الزيوت في أوان فخارية مزججة.

ومن أكبر الأدلة التي تؤيد مدى نشاط العرب في الحقل الكيماوي هذه الاصطلاحات الفنية التي لا تحصى والتي ما زالت إلى اليوم مستخدمة بالرغم من عروبتها، وقد جاءت طريقها إلى مختلف اللغات العالمية، ولا يقتصر استخدامها على الكيماوي فقط بل حتى ربات البيوت أيضًا. ومن هذه الألفاظ: كيميا، الكيميا، الإنبيق، الشب، العصارة، والحنظل، والعصارة القلي، الكحل، الأثال، الملغم، النيل، الإثمد، العرق، لازورد، بدوار بنزين، لبان جاوي، بازهر = بنزهير، بورق، ترياق، درياق، (مكان) الدرياق، إكسير قلي، قلقثار، لك، نطرون، رهج الغار، صداع، طلق. . ومما هو جدير بالذكر أن الكيماوي كان عند إجراء تجاربه قد تتبقى لديه بقايا تصلح للعلاج فكان الرازي أول من استخدم الكيمياء لخدمة الطب، وهذا ما لجأ إليه فيما بعد «باراسيلسوس».

لقد تنبه الرازي إلى أنه عن طريق تحسين وتشكيل المواد الأولية الطبيعية يحصل على أدوية جديدة لا توجد في الطبيعة، وبذلك رفع من شأن الكيمياء الطبية وساوى بينها وبين الأدوية المستخرجة من النباتات. لكن قبل استخدامها كان الرازي يجرب هذه العقاقير الناتجة عن تركيبات صناعية وبطرق صناعية في الحيوان. هكذا نجد التركيبات الزئبقية التي تطورت واستخدمت في العلاج، كما استطاع عن طريق التجارب التي أجراها على الحيوان استكمال استخدام الأفيون والحشيش من الناحية العلاجية وبخاصة في التخدير. ومن المواد العلاجية والأدوية التي أوجدها الرازي هذا الصنف الذي ما زال يحمل اسمه في فرنسا ويعرف باسم «بلانك رازي»، وقد تطورت هذه التسمية في فم الشعب وأصبحت «بلانك ريزين» أي العنب الأبيض.

<<  <   >  >>