للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

التي لم نعرفها إلا منذ عهد قريب، كذلك استخدام النبيذ وهو لا يقل فائدة عن غيره، والبن المطحون، وقد أحضر هذه الطريقة إلى أوربا كيماوي ألماني وأطلق عليها «فحم البن». وقد ذكر أن العرب أنقذوا منذ ثلاثين عامًا حياته بالبن، ومن ثم استخدم البن في ألمانيا في شفاء الالتهابات المزمنة وقد جاء بنتائج عظيمة.

وقد حضر العرب أيضًا معاجين تجفيف الجروح تمامًا مثلها مثل اللبخة أو الرباط اللاصق. ومن الواضح أن مثل هذا الدواء الذي يشفي مختلف الأمراض كان يحضر بنفس الطريقة التي تستخدم اليوم في المعامل الحديثة، إن هذا الدواء فوق ما يتصوره الإنسان وهو يتطلب معرفة خاصة ونشاطًا خاصًا ومهارة خاصة من الشخص الذي يقوم بتحضيره.

وفرق العرب كذلك بين الذين يعدون الدواء وأولئك الذين يأمرون بإعداده وبتعبير أدق لقد أوجد العرب الصيدلي ومهنة الصيدلة. فالصيدلي بدراسته والمسئولية التي يتحملها يمتاز على تاجر الأدوية العادي في العصور الأولى، لذلك كانت منزلة الصيدلي منزلة عالية رفيعة.

وقد أسس العرب أول صيدلية عامة في القرن الثامن الميلادي، وكان ذلك أيام حكم الخليفة المنصور، فكان كل مستشفى يحتوي على صيدلية كاملة شاملة، وكانت أخرى في جنديسابور. وأوجد العرب أيضًا صيدليات محمولة ترافق المستشفيات المحمولة. وكانت الصيدليات وما إليها من مستشفيات محمولة عسكرية خاضعة منذ عهد الخليفة المأمون في القرن التاسع الميلادي للرقابة الحكومية، وكما كان يوجد أيضًا نقيب للأطباء، كذلك الحال مع الصيادلة إذ كانت توجد في كل مدينة نقابة للصيادلة لها نقيب، كان يختبره الصيادلة ويمنحهم الشهادات التي تخول لهم حق ممارسة المهنة، وقد كان ابن البيطار نقيبًا للصيادلة زمنًا طويلًا في القاهرة وخلفه «الكوهين العطار» (١)، وهو مؤلف كتاب ما زال إلى اليوم مشهورًا موجودًا في الشرق مستخدمًا في الصيدلة.


(١))) تعني المؤلفة كتاب الدستور في العلاج البرئي، ويعرف بالدستور البيمارستاني لأبي الفضل داود بن أبي نصر، أو البيان لكوهين العطار المتوفى عام ٦٣٤ هـ.

<<  <   >  >>