للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

«شعار ابن سينا»؛ وفي القرن السادس عشر أطلق لفظ «ابن سيني» على جميع أتباع ابن سينا.

أما المؤلفات التي ظهرت في ذلك العصر فكانت تحمل الصورة الصادقة لتعاليم ابن سينا وطريقته في التأليف والبحث، كما أننا نجد احتذى مؤلفوها غير ابن سينا من العلماء العرب.

وغير «نادو» نجد «بيترو» من «أبانو» وهو ابن رجل قانوني لنجو باردي، وكان مغرمًا بابن سينا وابن رشد وكانت له عقلية منطقية تستطيع إدراك الحقائق الطبيعية، التي قد تنشأ عنها حقائق تتعارض والتجارب، وعن طريق الفلسفة توصل إلى نتائج لا تقبل الشك خاصة بشراب الشعير الذي لا يسبب حمى؛ وذلك لأن عصير الشعير عبارة عن خلاصة بينما الحمى شيء طارئ، وعن طريق المنطق استطاع أن يثبت دون صعوبة أن النار ليست جسمًا باردًا بل ساخنًا، وعن طريق هذه المعاملة المنطقية ضرب مثلا كيف أن الإنسان يستطيع أن يحصل على آخر نقطة من الدم دون أن يجهد حواسه أو عقله.

والواقع أن التأملات الفلسفية قد خلقت الناحية التجريبية أو العملية أو التطبيقية، وأن استبداد النظرية التي أصبحت غريبة على الحقيقة خاصة بالتجارب الطبية قد سخرت منها العقيدة الشعبية في هذا الشهر:

جالينوس والعلامة أبقراط ..

علماني أنه ..

حيث يوجد ماء يوجد بلل ..

وإن لم يمت فستتحسن صحته!

ثم إن الكتب التي التزمت المنطق وبراعة الأسلوب مثل كتاب القانون نالت إعجاب أولئك الذين يقدرون فصاحة اللغة وبلاغتها. لكن علماء الطب من الأوربيين فهموا هذه الكتب همًا خاطئًا فخرجوا منها بنتائج لا تتصل والعلوم

<<  <   >  >>