للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

العقلية، إذ نجد «دارمبرج» نفسه يتحمس ويقترح رسميًا وجوب إقامة نصب تذكاري على مرتفعات سالرنو ليشاهده الجميع، وذلك تقديرًا لترجمته الكثير من الكتب العربية الطبية وتعريف أوربا بها فساهم في بعث الأوربيين من الموت إلى الحياة.

رجلان ساعدا قنسطنطين في ترجمته من العربية إلى اللاتينية تلميذه المحبوب الشاب العربي يحيى بن أفلح الذي انتشله قنسطنطين من الفقر والفاقة واعتنى به وأدخله في الديانة المسيحية وأسماه «يوحنا أفلاتيوس» أو أيضًا «يوحنا سراكينوس الشرقي». وقد عظم شأنه بعد وفاة معلمه وأصبح طبيبًا مشهورًا في سالرنو كما أشرف على مخلفات قنسطنطين.

أما تلميذه الآخر فقد سمي «أتو» وأصبح ماهرًا في الطب كذلك حتى اختارته القيصرة «أجنيس» طبيبًا خاصًا لها كما كان قسيسها أيضًا. وقد نقل إلى سيدته الأشياء التي ترجمها أستاذه في شعر روماني.

وتلميذ ثالث لقنسطنطين هو «بارتولميوس» وقد نسخ على منوال أستاذة فاهتم بالعلوم العربية، وقد نقل كتابه «بركتيكا» إلى الألمانية سواء تلك الخاصة بالمرتفعات والجبال أو لغة سكان الوديان والسهول كما ترجم أيضًا إلى الدنيماركية، وعن طريق هذه التراجم انتقلت العلوم الطبية العربية إلى أوربا في القرن الثالث عشر.

وفي عام ١٢٥٠ نجد «برتولد فون رجينز برج» يستخدم بعض الألفاظ العربية في عظاته، وهذه الأسماء كان قد ذكرها قنسطنطين وتلميذه «بارتولميوس». فجميع هذه الظواهر كانت قطرًا مبشرًا بقرب الغيث، ولو أن هذا القطر قد تساقط على أرض صخرية.

أما أثر هذا القطر في إخصاب الأرض وإيناعها فقد كان عظيمًا جدًا، فلا طبيب في سالرنو إلا استفاد من المراجع العربية استفادة عظمى، كما لا يوجد كتاب خاص بالطب إلا اعتمد على المراجع العربية اعتمادًا قويًا، وإن امتزجت بالتقاليد القديمة

<<  <   >  >>