عليه وجوب استشارة رؤسائه ومعلميه ذوي الخبرة والمعرفة.
أما مجالس الأطباء التي كانت تعقد لمدارسة الحالات الصعبة المعقدة فقد كانت ضمانًا آخر لتجنب الوقوع في الأخطاء الفنية وضمانًا لدقة وصحة تشخيص المرض والعلاج. وأكبر المستشارين من بين الأطباء سنًا هو الذي يرأس المجلس ويتول أصغرهم سنًا تسجيل المحضر.
وعند إجراء العمليات الجراحية الكبر يساعد الطبيب زميله كما هو الحال اليوم في أوربا، فنجد أحد الأطباء يقوم بعملية التحذير وذلك بواسطة قطعة من الإسفنج مبللة بالحشيش أو زهرة البسلة ومن ثم يضعها أمام أنف المريض لتخديره ثم هناك طبيب ثان يراقب نبض المريض وثالث يجري العملية وبكل عناية ودقة وحذر عندما يستخدم المبضع، فالجرح يجب ألا يكون كبيرًا جدًا أو عميقًا جدًا. أما المساعد فعليه أن يحجز الجلد بجرافة صغيرة دقيقة. وإذا ما فرغ الجراح من اتخاذ جميع هذه الاستعدادات يأخذ في إجراء العملية وليكن بخفة ليخلص الخراج من النسيج المحيط به، كما على الجراح ألا يتلف وعاء أو يفصل عصبًا. فإذا أصاب عرقًا فعليه أن يربطه بعناية ودقة حتى لا يغطي ويغمر الدم موضع العملية فيعوقه من إجراء العملية بدقة وعناية. فإذا كشف الجراح على الخراج ليتحسسه فليتأكد أنه لا توجد بقايا صغيرة بالجسم، ومن ثم يستبعد جميع البقايا بدقة، وإذا ما أخرج الخراج وانتزعه فليسرعن ويرجع الجلد إلى موضعه الأعلى. أما الزيادة فليستأصلها، وبعد ذلك تُجرى عملية الخياطة بأعصاب قطة. هكذا كان يعلم علي بن العباس.
ويذهب علي بن العباس بعيدًا ويقرر أن الطب قد لا يفيد في حالة السرطان فهو يطالب الجراح بانتزاعه من العضو المطب، وذلك بإزالة كل ما حول السرطان حتى لا تتبق جذور المرض في الجسم، ثم بعد العملية يجب وضع قطعة من القماش مبللة بالنبيذ لتجنب حدوث تلويث ولالتئام الجرح.
لذلك تجب مراعاة العناية الكاملة عند إجراء مثل هذه العملية فالعناية لا تقصر