للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

على العضو المريض بل تمتد إلى سائر أجزاء الجسم، والطبيب مطالب عند الكشف على المريض أن يوجه إليه السؤال تلو السؤال، وعلى الطبيب أن يسأله عن الآلام التي تؤلمه وكيف يعيش وما هي عاداته وما هي الأمراض التي أصيب بها من قبل وما هي الأمراض الموجودة في الأسرة؟ كل هذه المسائل يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

أسئلة لا تنقطع توحي إلى الإنسان كما لو أنها حديثة بنت اليوم يوجهها الطبيب إلى المريض وهو يكشف عليه كسفًا دقيقًا. على الطبيب أن يتفرس في وجهه ولون وحالة الجلد والشعر وعمق التنفس، وهكذا يكون لنفسه صورة من المريض وحالته وطبيعته، ومتى فرغ الطبيب من ذلك يشرع في دراسة حالته العقلية فيوجه إليه مختلف الأسئلة ليتأكد من أن إجابته معقولة وليست مشوهة مضطربة. وكذلك على الطبيب أن يأمر المريض بأن يأتي أفعالا بعينها ليتأكد من قواه العقلية ومد طاعته وإلى أي حد سينفذ المريض بأن يأتي أفعالا بعينها ليتأكد من قواه العقلية ومد طاعته وإل أي حد سينفذ المريض نصائح الطبيب وأوامره. وبعد ذلك يحاول الطبيب أن يعرف اتجاهاته الخلقية، وما هي الأشياء التي تثيره وتؤلمه أو تفرحه وتسعده. ثم يطلب إلى الطبيب أن يهمس إلى المريض عن بعد لمعرفة حالة السمع، والنظر إلى الأجسام عن قرب أو بعد لاختبار قوة الأبصار، كما يفحص لسان المريض وقوته الجسدية، وذلك بأن يقدم له أثقالًا مختلفة يحملها ويأمره أن يقبض على أشياء بعينها وبقوة. ويجب على الطبيب أن يراقب حركات المريض وسكناته ويتأكد من حالة قلبه، وذلك عن طريق النبض، ولكي يتبين حالة عضله يأمره بالاستلقاء على الأرض باسطًا ذراعيه وساقيه. أما الكشف على الكبد والكلى فيتم عن طريق اللمس والبول والبراز.

ومما يثير الإعجاب حقًا ما توصل إليه العرب عن طريق النبض وتحليل البول، فقد كانوا يعتمدون على هذا التحليل متى توافرت له شروط خاصة. وقد توصلوا عن طريقه إلى أشياء خافية كثيرة.

ومن أشهر الأطباء الذين نبهوا في هذا ابن قرة، حتى إن أبا الحسن السري -أحد

<<  <   >  >>