للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عليهم فقد ماتوا من زمن طويل؛ فقال له أمين الدولة: يا شيخ هذا شيء قد جرت العادة به ولا يضر ذكره، ومع هذا فما علينا، أخبرني أي شيء قد قرأنه من الكتب الطبية؟ وكان قصد أمين الدولة أن يتحقق مما عنده، فقال: سبحان الله العظيم .. صرنا إلى ما يسأل عنه الصبيان، وأي شيء قد قرأته من الكتب .. يا سيدنا لمثلي ما يقال إلا أي شيء صنفته في صناعة الطب، وكم لك فيها من الكتب والمقالات؟ ولا بد أنني أعرفك بنفسي. ثم إنه نهض إلى أمين الدولة ودنا منه وقعد وقال له فيما بينهما: يا سيدي أعلم أنني قد شخت وأنا أوسم بهذه الصناعة، وما عندي منها إلا معرفة اصطلاحات مشهورة في المداواة، وعمري كله أتكسب بها، وعندي عائلة، فسألتك بالله يا سيدي مش حالي ولا تفضحني بين هؤلاء الجماعة. فقال له أمين الدولة: على شريطة، وهي أنك لا تهجم على مريض بما لا تعلمه ولا تشير بفصد ولا بدواء مسهل إلا لما قرب من الأمراض، فقال الشيخ هذا مذهبي منذ كنت ما تعديت السكنجبين والجلاب. ثم إن أمين الدولة قال معلنًا والجماعة تسمع يا شيخ أعذرنا فإننا ما كنا نعرفك، والآن قد عرفناك استمر فيما أنت فيه فإن أحدًا ما يعارضك. ثم إنه عاد بعد ذلك فيما هو فيه من الجماعة، وقال لبعضهم: على من قرأت هذه الصناعة، وشرع في امتحانه فقال له يا سيدنا إنني من تلامذة هذا الشيخ الذي قد عرفته وعليه كنت قد قرأت صناعة الطب، ففطن أمين الدولة بما أراد من التعريض بقوله وتبسم ثم امتحنه بعد ذلك.

وحرصًا على تنفيذ اللائحة الطبية فيما يتعلق بالامتحانات وتخصص الأطباء وضع امتحان في الجراحة لجراح جاء فيه؛ هل درس هذا الجراح تشريح وجراحة «بولوس فون إيجينا» و «على بن العباس»؟ وهل يلم هذا الجراح بجبر العظام والالتواء ومعالجة الحصوة واللوز وإزالة سحابة العين وفتح الخراجات؟ وهل هو ملم بالبتر أو فتح الجمجمة (تربنة)؟ وكان إذا نجح طالب الطب في الامتحان يمنح إجازة تجيز له مهنة الطب وتخصص الجراحة الصغيرة، وهي تنص بعد البسملة على منح الطالب حق ممارسة مادة تخصصه حتى شفاء المريض كما تذكر حقه في فصد العرق وإزالة البواسير وخلع الأسنان وخياطة الجروح وختان الرضع. . كذلك تحتم

<<  <   >  >>