للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

خلفاء العرب وحكامهم بل يجب أن يكون مرصده أكبر وأن يزوده بآلات وأجهزة أحسن وأكمل لكي يصير أكمل وأحسن مرصد في العالم. لكن لتحقيق هذه الغاية يجب عليه أن يستعين بالعلماء العرب أو اليهود الذين تخرجوا على الأساتذة العرب وأخذوا عنهم الكثير، لذلك أمر هذا الملك المسيحي بترجمة سائر الكتب العربية إلى اللغة القسطيلية الدارجة وأسوة بما فعل العرب يجب أن تركب وتقام أكمل وأدق حلقات في العالم.

لكن أوربا لم تكن حتى ذلك الوقت تشعر بهذه الحياة العلمية التي وجدت طريقها إلى قلب ذلك الملك المسيحي، هذا الملك الذي كان يفخر أيضًا بأنه يحمل لقب الملك الألماني ولو أن قدمه لم تطأ أرض ألمانيا. وأخذ يبذل كل جهده في سبيل خدمة العلم ونشره في بلاده دون أن يحمل بين طيات قلبه بغضًا لأعداء بلاده أو عقيدته، وإن ظلت مجهوداته مجهولة خارج بلاده، ولما شيد «رجيومونتانوس» في منتصف القرن الخامس عشر في مدينة «نورنبرج» جهاز الحلقات مستأنسًا بمواصفات بطليموس اتضح له أن هذا الجهاز لا يداني الجهاز العربي دقة وإتقانًا.

أما جداول ألفونس فقد كان حظها أحسن فهي في الواقع من وضع الفلكي العربي «الزركلي» الذي عاش قبل ذلك بنحو مائتي عام في طليطلة، وقد ترجم الطبيب الملكي «دون أبراهام» كتابه إلى اللغة القسطيلية فاعترف منه جميع فليكي أوربا في دراساتهم فنحن نعلم أن «نيقولوس كوزانوس» قد اجتمع بأولئك الفلكيين عام ١٤٣٦ باحثين اقتراحًا لتعديل التقويم إلا أنهم لم يوفقوا؛ لأن جميع الأسس الضرورية لمثل هذا العمل لم تكن متوافرة، وبالرغم من تقادم الزيج الفلكية في ذلك الوقت إلا أنها ظلت هي المعتمدة حتى أيام «كوبيرنيكوس». وكانت هي الأسس لحساب التقويمات السنوية، وفي عام ١٥٥١ فقط قام الأستاذ «رينهولد» من مدينة «فيتنبرج» بمجاولته الناقصة وهي الاستعاضة عنها بزيجة البروسية.

ومن بين الآلات والأجهزة التي كانت في مرصد الملك ألفونس والتي أخذت عن الآلات والأجهزة العربية هذا العدد الكبير من الأسطرلابات المختلفة وأحسنها هو ذلك المعروف باسم الأسطرلاب الكروي، كما عثر

<<  <   >  >>