للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المرصد بمكتبة تحتوي على أربعمائة ألف مجلد جمعها من مكتبات بغداد وسوريا والعراق، كما استدعى عددا كبيرا من علماء أسبانيا ودمشق وتفليس والموصل والمراغة ليعملوا تحت إشراف ناصر الدين ويضعوا الزيح الفلكية الجديدة بتكليف من الخان.

أخذ ناصر الدين يوجه اهتمامه إلى السماء ومتابعة سير النجوم والأفلاك ومختلف الكوكبات واستنفدت هذه المراقبة من عمره زهاء الثلاثين عامًا، وذلك لأن زحل يحتاج إلى زمن يقرب من هذا لإتمام دورته، لكن هذا الخان البدوي غير المستقر اعتبر هذا الزمن طويلا جدًا فأصدر أمرًا يقول فيه إن هذه التأملات وتلك الدراسات يجب أن تتم في زمن لا يتجاوز اثني عشر عامًا، وفعلا تم وضع جداول الخان في الزمن الذي حدده.

لقد حصل ناصر الدين الطوسي على مرصده، وكان معهدًا للأبحاث لا يوجد ما يضارعه، وأصبح مشهورًا شهرة عالمية في أجهزته وأبحاث علمائه.

مهر العرب في صناعة الآلات وتركيبها كما شاهدنا هذا من مثل أحمد بن موسى، وبذل العرب جهدًا مشكورًا في سبيل استخدام الماء والاستفادة منه، والماء كما نعلم هو سر الحياة وعليه تتوقف، ففيما يتصل بري الأراضي صنعوا أنواعًا مختلفة من الوسائل مثل: السواقي والطلمبات والروافع، كما نجحوا في تركيب مضخات تعمل بالنار.

والشيء غير المؤكد هو مدى محاولة العرب التغلب على الهواء والتحليق فيه، والواقع أننا نجد في حوالي عام ٨٨٠ م في أسبانيا الطبيب بن فرناس يبني أول طائرة من قماش ورياش، وقد نجح فعلا في التحليق بها مدة طويلة كما حاول القيام بعمليات انسيابية فسقط ولم يتحقق حلم «إيكاروس».

لكن هواية صناعة الآلات عند العرب ظلت محصورة تقريبًا في عمل آلات الرصد ومختلف الآلات الفلكية وما جاءهم عن اليونان لم يغنهم شيئًا لتحقيق أهدافهم التي كانوا يرومون تحقيقها، فقد أدخلوا على هذه الآلات الكثير من

<<  <   >  >>