كما تناولت في مشاكل المجتمع: تحرير المرأة والسفور والحجاب والبغاء والمخدرات والتبشير والتعاون وحقوق العامل والفلاح.
وقد كافحت لاصلاح اللغة العربية وطورتها فتحولت من الركاكة في التعبير من ناحية والسجع والزخرف من ناحية أخرى إلى أسلوب وسط بسيط تلغرافى، ودافعت عن اللغة العربية حين هوجمت، ودافعت عن الثقافة العربية حين اصطرعت الثقافتين الفرنسية والانجليزية.
كما حاربت طغيان الملوك والأمراء والحكام والطغاة وهاجمت محمد على وإسماعيل وقاومت الصحافة المصرية المعتمدين البريطانيين أمثال: كرومر وغورست وجورج لويد.
ووقفت الصحافة المصرية والعربية في صف الحرية في الشرق فناصرت غاندى ضد الانجليز.
وهاجمت كل من وجه إلى الوطن الاتهام، فردت بعنف على المحامى بابا كوس الذي هاجم مصر في (١٦ يوليه ١٩٣٣) وقال: الأكربول صاف والنبل كدر.
وحملت لواء الهجوم عن الامتيازات الأجنبية والدفاع اصدار الأحكام باللغة العربية من المحاكم المختلطة والكتابة بالعربية في الشركات والبنوك. وتحريم الزواج بالاجنبيات وحماية الأسرة وتقييد الطلاق. وتناولت أبحاث متعددة عى أبحاث المرأة وحقوقها ومشاكل الريف والصناعة ومهاجمة الأغانى الماجنة كما هاجمت الدعوة إلى نغمة الأقلية والأكثرية:
ونشرت الأهرام لمحمود أبو العيون مقالات (الصحيفة السوداء) التي هاجمت فيها الاستعمار البريطانى هجوما عنيفا، كما هاجمت البغاء والتحلل في مجموعات متعددة من المقالات.
وفتحت الصحف المصرية صفحاتها لكل أبطال الفكر العربي وأحراره: أمثال: جمال الدين الأفغانى وشكيب أرسلان وعبد العزيز الثعالبى.
وكان كل زعماء العالم العربي المبرزين في تلك الفترة صحفيون من ذوى الأقلام الحرة: مصطفى كامل محمد فريد عبد العزيز شاويش والثعالبى وصالح ابن يوسف وفائق السمرائى وأميل الغورى وهلال الفاسى وعبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمى.
وتطورت الصحافة مرتين: من حيث اللغة ومن حيث المعنى، وانتقلت من صحافة الرأى إلى صحافة الخبر، وانتقلت من الجهود الفردية إلى صحافة الأحزاب وجهود الجماعات، وكان أبرز عناصر تطورها بعد ثورة سنة ١٩١٩ هو العناية بأخبار العالم الخارجى والخبر الداخلى والصورة.
واستطاعت رغم القيود والقوانين والاعانات أن تقاوم التغريب والاستعمار.
وصدرت صحف سرية في معظم أنحاء العالم العربي تحمل لواء الأفكار الحرة التي كانت تحول الرقابة دون صدورها.
وأثرت الصحافة المصرية في العالم العربي كله. وكتب بها رجال السياسة في العالم العربي والإسلامي: ويمكن القول مع الأسف أن معظم محاكمات الصحافة لم تكن من أجل الرأى الحر في الأغلب وانما كانت من أجل مسائل شخصية أو خلافات خاصة.
وقد كانت لمؤامرة فلسطين اثرها البعيد المدى في توجيه الصحافة العربية وتحريرها من القيود المختلفة، ودفعها إلى مواجهة الاستعمار والصهيونية مواجهة صريحة.
ولا جدال في أن الصحافة كانت مرآة الفكر العربي وموضوعات الثقافة ومفاهيمها ومعارك الوحدة والتجزئة والشعوبية والتغريب كلها دارت على صفحاتها.
وبالجملة فقد كانت الصحافة العربية في هذه الفترة - ما بين الحربين - تمثل الرد على سؤال واحد: هو البحث عن أساس لبناء قاعدة الثقافة والاجماع والفكر والاقتصاد في الوطن العربي.
وكان للمرأة في الصحافة العربية دور واضح، فقد توالت كتابتها الوطنية وكتابتها في شئونها الخاصة،