ونظم بعض الأشعار التي عبر فيها عن الشورى وحاجة وطنه إلى العدل.
وقد أعلن (رفاعة) دعوته إلى عليم المرأة ويرى أن تربية أولاد الملة وصبيان الأمة وأطفال المملكة ذكورها وأبناثها من أوجب الواجبات، كما يرى أن من حق المرأة أن تعرف كل أمور دينها، بل أن حقها على الزوج أن يعلمها ذلك اذا لم تكن تعلمته.
كما كان لآرائه الجريئة عن الشورى والحرية ما دفع عباس إلى نقله منفيا إلى السودان ١٨٤٩ حيث بقى نحو أربعة أعوام بعيدا عن مجاله في العمل ترجم فىها كتاب (مواقع الأملاك في وقائع تليماك).
كما ترجم إلى العربية تاريخ اليونان، والميثولوجيا اليونانية واخبار الأمم القديمة كالمصريين والبابليين.
وبه بدأت نهضة الترجمة التي اتسعت وأمتدت بعد انشائه لمدرسة الألسن ١٨٣٥ حيث تكون جيل من تلاميذه في مقدمتهم: صالح مجدى، وعبد الله أبو السعود.
وجملة رأيه أن للتمدن والعمران واسطتين:
(١) تهذيب الأخلاق والآداب الدينية والفضائل الانسانية.
(٢) المنافع العمومية التي تعود بالثروة والغنى فيحسن الحال وينعم البال.
٢ - أما على مبارك (١٨١٦ - ١٨٨٦) فهو لم يتعلم في الأزهر، وانما تعلم في مدرسة الهندسة وسافر في احدى بعثات محمد على وأقام في فرنسا خمس سنوات ووصل إلى منصب ناظر المعارف في عهد إسماعيل، وقد عمل على اصلاح التعليم، وأنشأ مدرسة دار العلوم فأخذ لها من خيرة طلبة الأزهر حيث تلقوا العلوم الدينية واللغوية والتاريخ والجغرافى والرياضية والطبيعية والكيما وأنشأ مجلة " روضة المدارس " ورأس تحريرها " رفاعة الطهطاوى " وألف الخطط التوفيقية في عشرين مجلدا (١٠٨٧ - ١٨٨٩) وقد دعا إلى ما أسماه " الوجوه الحسنة من مدينة الغرب، ونبذ السيء منها" وآمن باصلاح التعليم، ويرى أن الاصلاح السياسي خير من الثورة، ولذلك فهو لم يشترك في الثورة العمرانية كما أنشأ دار الكتب.
جمع آرائه في الحضارة والشرق والغرب في قصة الفها باسم " علم الدين " وهى قصة شيخ تربى في الأزهر تتلم عليه مستشرق انجليزى تعلم منه اللغة
العربية ودعاه الانجليزى ليزور معه انجلترا فلبى الدعوة وقد ضمت مجموعة ضخمة من المعلومات والأفكار. قصر رفاعة ميدانه الفكرى على اصلاح التعليم فاقتبس من أنظمة المدارس الفرنسية وحول الكتاتيب إلى مدارس نظامية وأصدر لائحة التعليم ١٨٦٨.
٣ - امتدت هذه المدرسة الثقافية المصرية في مجموعة من الأعلام في مختلف الميادين من بينهم: صالح مجدى، وعبد الله أبو السعود وخليفة محمود ومحمد قدرى، ومحمد عثمان جلال، ومحمود الفلكى، وعبد الله فكرى.
***
[المدرسة اللبنانية]
كان للمدرسة اللبنانية دورها الضخم الواضح في هذا التيار، فقد عملت في مختلف الميادين ومن اعلامها حسب الترتيب التاريخى:
الدور الأول: ناسيف اليازجى. بطرس البستاتى. فارس الشدياق.
الدور الثاني: سليم البستانى. سلميان البستانى. البراهيم البازجى. يعقوب صروف.
وقد جمع هؤلاء بين العمل في ميدان الترجمة والصحافة وتجديد اللغة العربية وعمل ناسيف اليازجى وبطرس البستانى وسليم البستانى في التعليم وحمل لواء تحرير المرأة (خطاب بطرس البستانى - ١٤ كانون الأول ١٨٩٤) وفارس الشدياق.
***
[١ - البستانيون]
وقد كان للبستانيين دور كبير في التيار الثقافي في هذه المرحلة. فبطرس البستانى مؤسس أول مدرسة وطنية عالية في لبنان (١٨٦٣). ومنشئ أول معجم عربي عصرى ومخرج أول موسوعة عربية وفق الأساليب المتبعة في الغرب. وقد ترجم للانجليز ثم اتصل بالمراسلين الأمريكيين وعمل مع المستشرق فانديك وانشأ مجلة (تغير سوريا) ثم مجلة الحنان كما ترجم التوارة بالاشتراك مع الدكتور غالى سمث.