للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذهبَ الأكثرون إلى أنه ما يُخافُ من الصوم معهُ زيادةُ عِلَّةٍ غيرِ محتمَلَةٍ (١).

* إذا تقررَ هذا، فقد اشتملتِ هذه الآية على أربعِ جُمَلٍ:

الجملة الأولى: قولُه -عزَّ وجَلَّ- {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: ١٨٥] قرأ أُبَيٌّ: (فعدةٌ من أيامٍ أُخَرَ مُتَتابعاتٍ) (٢)، وروي عن عائشةَ -رضيَ اللهُ تعالى عنها-: أَنها قالت: نزلت: (من أيامٍ أخرَ متتابعاتٍ) سقطتْ مُتتابعاتٍ (٣)، أَيْ: نُسخت (٤).

* واختلفَ العلماءُ في هذهِ الأيامِ.

فقال أكثرُهم: هي على التخييرِ، إن شاءَ جاء بها متتابعةً، وإن شاءَ جاء بها متفرقةً، وهو قولُ ابنِ عباسٍ وأنسٍ ومعاذٍ وأبي حنيفةَ ومالك والأوزاعيِّ والشافعيِّ، ويروى عن أبي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرّاحِ أنهُ قالَ: إنّ اللهَ تَعالى لم يرخِّص لكم في فِطْرِهِ، وهو يريدُ أن يَشُقَّ عليكمْ في قَضائِهِ (٥).


(١) انظر هذه المذاهب في: "أحكام القرآن" للجصاص (١/ ٢١٥)، و"تفسير الرازي" (٣/ ٨٠)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (١/ ٢/ ٢٥٨)، و"رد المحتار" لابن عابدين (٣/ ٣٦٠)، و"الذخيرة" للقرافي (٢/ ٤٩٦)، و"المجموع في شرح المهذب" للنووي (٦/ ٢٦١)، و "المغني" لابن قدامة (٤/ ٤٠٣).
(٢) قرأ بها أُبي بن كعب. انظر: "الكشاف" للزمخشري (١/ ١١٣)، و"تفسير الرازي" (٢/ ١٢٠)، و"البحر المحيط" (٢/ ٣٥). وانظر: "معجم القراءات القرآنية" (١/ ١٤١).
(٣) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (٧٦٥٧)، والدارقطني في "سننه" (٢/ ١٩٢) والبيهقي في "السنن الكبرى" (٤/ ٢٥٨).
(٤) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٤/ ١٨٩).
(٥) رواه الدارقطني في "سننه" (٢/ ١٩٢)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٤/ ٢٥٨). =

<<  <  ج: ص:  >  >>