للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عني» (١).

وقد ذهب كثير من المفسرين مذهب عائشة في نقد التأويل المنقول عن ابن عباس لمخالفته ما ثبت من عصمة الرسل عليهم الصلاة والسلام، فقال ابن جرير عنه: «وهذا تأويلٌ وقولٌ غيره من التأويل أولى عندي بالصواب، وخلافه من القول أشبه بصفات الأنبياء، والرسل إن جاز أن يرتابوا بوعد الله إياهم ويشكوا في حقيقة خبره، مع معاينتهم من حجج الله وأدلته ما لا يعاينه المرسل إليهم فيعذروا في ذلك، فإن المرسل إليهم لأولى في ذلك منهم بالعذر، وذلك قول إن قاله قائل لا يخفى أمره، وقد ذكر هذا التأويل الذي ذكرناه أخيراً عن ابن عباس لعائشة، فأنكرته أشد النكرة فيما ذكر لنا» (٢).

وجاء عن ابن عباس وابن مسعود وابن جبير روايات أخرى أنهم فسروا الآية بما يتفق مع تنزيه الأنبياء:


(١) جامع البيان (١٣/ ٣٨٨).
(٢) المصدر السابق (١٣/ ٣٩٤)، ومنهم ابن عطية في المحرر الوجيز (٩/ ٣٩٤)، فإنه قال: «وردت هذا التأويل عائشة - أم المؤمنين - وجماعة من أهل العلم، وأعظموا أن توصف الرسل بهذا، وقال أبو علي الفارسي: هذا غير جائز على الرسل، قال القاضي أبو محمد: وهذا هو الصواب، وأين العصمة والعلم؟ ! »، ومنهم: القاضي عياض في الشفا (٢/ ٧٠٢)، والزمخشري في الكشاف (٢/ ٣٤٧)، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن (٤/ ٣٥٠٤)، والخازن في لباب التأويل (٣/ ٣٢٢)، وأبو السعود في إرشاد العقل السليم (٣/ ١٩٣).

<<  <   >  >>