للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} قال: «فاتحة الكتاب سبع آيات، فقال أبو جعفر للربيع: إنهم يقولون: السبع الطول، فقال: لقد أنزلت هذه، وما أنزل من الطول شيء» (١).

قال الشنقيطي: «وبه تعلم أن قول من قال: إنها السبع الطوال غير صحيح، إذ لا كلام لأحد معه - صلى الله عليه وسلم -، ومما يدل على عدم صحة ذلك القول: أن آية الحجر هذه مكية، وأن السبع الطوال ما أنزلت إلا بالمدينة، والعلم عند الله تعالى» (٢).

٤ - وفي قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} (٣).

جاء أن المراد بالآية الجهاد في سبيل الله، فأنكر ذلك بعض الصحابة والتابعين، فعن مقاتل بن سليمان (٤)

أنه قال في هذه الآية: بلغنا أنه في القتال، قال


(١) جامع البيان (١٤/ ١١٦)، والجامع لشعب الإيمان للبيهقي (٥/ ٣٥٧ - ٣٥٨)، والدر المنثور (٤/ ١٠٥)، وعزاه إلى ابن أبي حاتم.
(٢) أضواء البيان (٣/ ١٧٦)، والقول بأن السبع المثاني هي فاتحة الكتاب رجحه كثير من المفسرين، انظر: جامع البيان (١٤/ ١٢١)، والتفسير الكبير للرازي (٧/ ١٥٩)، والجامع لأحكام القرآن (٤/ ٣٦٧١)، والبحر المحيط (٥/ ٤٦٥)، والتحرير والتنوير (١٣/ ٦٤).
(٣) سورة الحجر آية (٢٤).
(٤) هو أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن كثير الأزدي الخراساني البلخي، روى عن مجاهد وعطاء، وأثنى عليه الشافعي في التفسير، لكنه متروك الحديث، صنف التفسير والوجوه والنظائر، توفي عام (١٥٠).

انظر: تاريخ بغداد (١٣/ ١٦٠)، ووفيات الأعيان (٥/ ٢٥٥)، وطبقات المفسرين للداودي (٢/ ٣٣٠).

<<  <   >  >>