وقال أبو مجلز:(إن مملوكك لا تخاف أن يقاسمك مالك، وليس له ذلك، كذلك الله لا شريك له).
والخلاصة: هو مثل ضربه الله تعالى للعابدين معه غيره -وهم يقرون أن شركاءه من الأوثان والأنداد عبيد له، كما جاء في تلبيتهم "لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك"- فأتاهم الله بمثل يفهمونه ويعايشونه: أيرتضي أحدكم أن يشاركه عبده وخادمه ماله فهو وإياه يقتسمانه على السواء؟ ! إنكم تخافونهم كما يخاف الأحرار بعضهم بعضًا فيما هو مشترك بينهم. كذلك لا يرضى الله تعالى أن يشاركه أحد في العبادة، فلا تجوز العبادة إلا له سبحانه.
قال ابن جرير:(يقول: فمن يسدد للصواب من الطرق، يعني بذلك من يوفق للإسلام من أضل الله عن الاستقامة والرشاد؟ {وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} يقول: وما لمن أضل الله من ناصرين ينصرونه، فينقذونه من الضلال الذي يبتليه به تعالى ذكره).
في هذه الآيات: أَمْرُ الله تعالى نبيّه - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين باتباع الدين الحنيف دين الفطرة، فهو الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وأَمْرُهُ تعالى عباده أن يصدقوه التقوى