للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنعمها على قوم إلا بما يكون منهم من التجرؤ على الذنوب والآثام، ومعصية أوامر الرحمان.

ففي التنزيل:

١ - قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} [الرعد: ١١].

٢ - وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: ٣٠].

أخرج الطبراني في "المعجم الصغير" بسند حسن عن البراء بن عازب مرفوعًا: [ما اخْتَلجَ عِرْقٌ ولا عَيْنٌ إلا بِذَنْبِ، وما يَدْفَعُ الله عنه أكثرُ] (١).

قال السدي: ({ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، يقول: "نعمة الله"، محمد - صلى الله عليه وسلم -، أنعم به على قريش، وكفروا، فنقله إلى الأنصار).

وقوله: {وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. أي: يسمع كل ناطق بخير أو شر، ويعلم السر وأخفى.

وقوله تعالى: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ}.

قال الحافظ ابن كثير في التفسير: (أي: كَصُنْعِهِ بآل فرعون وأمثالهم حين كَذَّبوا بآياته، أهلكهم بسبب ذنوبهم، وسلبهم تلك النعم التي أسداها إليهم من جنات وعيون، وزروع وكنوز ومقام كريم، ونعمة كانوا فيها فاكهين، وما ظلمهم الله في ذلك، بل كانوا هم الظالمين).

وقوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}.

قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: إن شر ما دبّ على الأرض عند الله، الذين كفروا بربهم، فَجحدوا وحدانيته، وعبدوا غيره، {فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}، يقول: فهم لا يصدِّقون رُسلَ الله، ولا يقرّون بوحيه وتنزيله).


(١) حديث حسن. أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (رقم ١٠٥٣) من حديث البراء بن عازب مرفوعًا، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة - حديث رقم - (٢٢١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>