للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتتابعَ الإضافات (١). ويظهر أن المؤلف يجعل المعاظلةَ كونَ اللفظ غير مستقيم الدلالة، أو غيرَ مستعمل في المعنى المطلوب. وهذا تفسيرٌ يشمل جميعَ ما فسروا به المعاظلة، فلله دره في إيجازه وإعزازه. وأيًّا ما كان تفسير المعاظلة، فهي عيب يتعلق بالألفاظ من حيث هي دالةٌ على المعاني التي تُفهم منها.

"أو يكون فيها زيادةٌ تُفسد المعنى أو نقصان" (٢)،

أما "الزيادة المفسدة" فكقول الشاعر:

بِأَطْيَبَ مِنْ فِيهَا لَوْ أَنَّكَ ذُقْتَهُ ... إِذَا لَيْلَةٌ أَسْجَتْ وَغَارَتْ نُجُومُهَا

فقوله: "لو أنك ذقته" زيادةٌ تُفسد المعنى؛ لأنها "توهم أنه لو لم يذقه لم يكن طيبا". (٣) وأما "النقصان المفسد للمعنى" فهو أن يترك من اللفظ ما به تمامُ المعنى المراد، كقول الشاعر:

لَا يَرْمَضُونَ إِذَا حَرَّتْ مَشَافِرُهُمْ ... وَلَا تَرَى مِنْهُمْ فِي الطَّعْنِ مَيَّالَا (٤)

وَيَفْشِلُونَ إِذَا نَادَى رَبِيئُهُمْ ... أَلَا ارْكَبُنَّ فَقَدْ آنَسْتُ أَبْطَالَا (٥)


= أو تجانسها، وإن أخل بالمعنى بعض الإخلال". وقد تبعه ابن الأثير في تغليط قدامة بن جعفر في تفسيره للمعاظلة. المثل السائر، ج ١، ص ٢٨٦. وقال الأصمعي: "يعاظل بين الكلام: يداخل فيه". الأصفهاني: الأغاني، ج ٤/ ١١، ص ٢١٦ (نشرة الحسين).
(١) ابن الأثير: المثل السائر، ج ١، ص ٢٨٦ - ٢٩٦.
(٢) نشرة هارون، ج ١، ص ١٥.
(٣) قدامة بن جعفر: نقد الشعر، ص ١٧٦.
(٤) أرمض يرمض رمضًا، من باب تعب، إذا رعى البعير في الرمضاء. وحرَّت: أصابها الحر. شبههم بإبل لا ترضى برعي المرعى الذي أصابته الحرارة. - المصنف.
(٥) يصف قومًا بإباء الضيم، فشبههم بإبل لا ترمض، أي لا ترعى الرمضة، وهي الأرض التي اشتدت حرارةُ مرعاها من شدة الرمضاء. وفي "يرمضون" استعارة مكنية، ووصفهم بالنشاط إذا دُعُوا إلى منازلة الأبطال. - المصنف. الأرجح أن البيتين لأبي الصلت بن الربيع، شاعر من الطائف، فقد أورد الأولَ منهما ابن سلام ضمن قطعة من سبعة أبيات لأبي الصلت يمدح فيها =

<<  <  ج: ص:  >  >>