للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقوله "ويفشلون" أراد أن يقول: "ولا يفشلون"، فحذف "لا" فصار إلى ضد المعنى (١). ومن هذا النوع الإيجازُ الذي لا يفي بالمقصود، كقول الحارث بن حلزة:

وَالعَيْشُ خَيْرٌ فِي ظِلَا ... لِ النُّوكِ مِمَّنْ عَاشَ كَدَّا (٢)

أراد العيشَ الناعم في حالة الحماقة خير من العيش بكد في حالة العقل، فقصر عن المراد.

- ٧ -

"أو لَا يكون بين أجزاء البيت التئام، أو تكون القافيةُ قلقةً في مقرها أو معيبةً في نفسها" (٣)، تقدم الكلامُ على هذا عند الكلام على باب التحام أجزاء النظم، وعند الكلام على عيار التحام أجزاء النظم.

أما قول المؤلف: "أو تكون القافيةُ قلقةً في مقرها"، فهو ما تقدم الكلامُ عليه عند الكلام على باب شدة اللفظ والمعنى للقافية من الأبواب السبعة التي هي عمود الشعر، وعند الكلام على عيار شدة اقتضاء اللفظ والمعنى للقافية. وأما قوله: "أو معيبةً في نفسها"، فالمرادُ به أن تكون كلمةُ القافية معيبةً بعيبٍ مما يرجع إلى عيوب اللفظ، مثل قول المتنبي:

يَصِيحُ القَطَا فِيهَا صِيَاحَ اللَّقَالِقِ (٤)


= أهل فارس حين قتلوا الحبشة، وذكرهما قدامة دون نسبة. الجمحي: طبقات فحول الشعراء، ص ١٠١؛ ابن جعفر: نقد الشعر، ص ١٧٥.
(١) ابن جعفر: نقد الشعر، ص ١٧٦.
(٢) الأصفهاني: الأغاني، ج ٤/ ١١، ص ٢٧٣ (نشرة الحسين).
(٣) نشرة هارون، ج ١، ص ١٥.
(٤) هذا عجز البيت، وصدره: "وملمومةٌ سيفيةٌ رَبَعية". والبيت هو الثلاثون من قصيدة قالها أبو الطيب يمدح سيف الدولة ويذكر ما أوقعه ببني عقيل وبني العجلان وكلاب لما عاثوا في بعض نواحي ملكه. البرقوقي: شرح ديوان المتنبي، ج ٣، ص ٦٧. (وفيه الحصى بدل القطا).

<<  <  ج: ص:  >  >>