للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخَلَف هو الملقب بالأحمر، ابن حيان مولى بلال ابن أبي بردة. وهو بصريٌّ، علامةٌ في العربية، وكان قريبَ الأصمعي، وأعلمَ أهل عصره بالشعر. توفي في حدود الثمانين ومائة.

وكلمةُ رؤبة هي من الرجز. وفي "البيان" للجاحظ: قال أبو نوفل بن سالم أو عبيد الله بن سالم لرؤبة بن العجاج: "يا أبا الجَحَّاف مُتْ متى شئت؟ قال: وكيف ذلك؟ قال: رأيتُ عقبةَ بن رؤبة ينشد رَجَزًا أعجبني، قال: إنه يقول "لو كان لقوله قران"، يريد بالقران التشابه والموافقة، كما فسره الجاحظ (١).

فالمراد بالقول في "قد قلت" الخبر الذي حكاه المؤلف، ومعنى "إنه يقول" - في الخبر الذي رواه الجاحظ - هو القولُ الحسنُ المقبول، أي هو يقول الرجَزَ الحسن، ولكنه يأتي بالبيت الحسن ومعه البيت الذي لا يماثله في الحسن. وهذا كما قال عمر بن لجأ (٢) لبعض الشعراء: "أنا أقول البيت وأخاه، وأنت تقول البيتَ وابنَ عمه" (٣)، أراد بكونه أخًا شدةَ المشابهة في معنى الشعرية، بحيث يحق أن يوضع إلى جنبه. "القران" المقارنة، وأراد به المماثلة.


= لعَلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد"، صحيح البخاري، "كتاب أحاديث الأنبياء" الحديثان ٣٤٤٢ - ٣٤٤٣، ص ٥٨٠. وجاء في رواية عند مسلم بلفظ: "أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الأولى والآخرة"، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: "الأنبياء إخوة من عَلات. وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد، فليس بيننا نبي". صحيح مسلم، كتاب الفضائل"، الحديث ١٤٥، ص ٩٢٣.
(١) الجاحظ: البيان والتبيين، ج ١/ ١، ص ٥٦.
(٢) عمر بن لجأ التيمي من تيم الرباب، شاعرٌ معاصر لجرير بن عطية الشاعر، وقد تهاجيا. ولعل كلمته هذه قالها لجرير. - المصنف.
(٣) وتمام القصة: "وقال عمر بن لجأ لبعض الشعراء: أنا أشْعَرُ منك. قال: وبم ذلك؟ قال: لأني أقول البيت وأخاه، وأنت تقول البيت وابن عمه". الجاحظ: البيان والتبيين، ج ١/ ١، ص ١٤٢؛ المرزباني: الموشح، ص ٤٠٤. وعمر بن لجأ شاعر من تيم بن عبد مناف بن أُد بن طابخة بن إلياس بن مضر، من بطن يقال لهم بنو أيسر. اشتد التهاجي بينه جرير. قيل مات بالأهواز.

<<  <  ج: ص:  >  >>