أما تكرار تسميته بعبد الكريم فهي لكون جده لأبيه اسمه عبد الكريم وهو رجلٌ ثري مشهور تقدم ذكره.
ووالدي رحمه الله - أمي غير متعلم، ولكن أميته وأمثاله من المعاصرين له ليست كالأمية المعاصرة فهو مثلًا لم يدخل مدارس ليتعلم فعجز عن التعلم فظل أميًّا، ولكنه لم تتح له فرصة دخول مدرسة، ولم يستقر فيها.
حدّثني - رحمه الله - قال: أدخلني والدي في كتاب لفلان وهو شيخ كبير مهمل، كان أكثر عمله أن يستند إلى الجدار ويمد رجليه ولم يكن يلبس سروالا، فكان الأطفال يتندرون عليه قائلين (صك الدكان) وهذه كناية عن الأمر بستر العورة.
قال: وكان يكل إلى الصبيان الكبار تعليم الصغار.
قال: وقد وصلت عنده في القرآن إلى سورة نوح، وكانت قراءتهم تبدأ من الفاتحة ثم قل أعوذ برب النّاس، وهكذا صعودًا.
وكان والده - جدي - صاحب أسفار، يذهب إلى العراق والشام ولم يكن له ابن إلَّا والدي فكان يأخذه معه حتى يتعلم الأسفار ويشاهد ما عليه النّاس.
وبخاصة من أهل البدو الذين كان يتعامل النّاس معهم، ويكسبون منهم، فكان يبقيه مع أصدقاء له من (الحسين) من شمر، ويذهب إلى العراق والشام.
ولوالدي في معيشته مع أولئك الأعراب في ذلك الوقت أخبار طريفة ليس هذا موضع ذكرها.
ولكن أذكر أن والدتي عندما حجت حجة الإسلام مع شقيقها إبراهيم الموسى العضيب عام ١٣٥٢ هـ كان ما أحضرته هدية لوالدي من مكة المكرمة (جزء عم) و (تبارك)، ولم يكن يوجد في بلادنا منه نسخ، فكان والدي يوقد السراج ويقرأ من أول القرآن إلى سورة (إنا أرسلنا نوحا إلى قومه) لأنه