للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

السمحان قهوته، وقال لي ابن جدار من أرضي حتى تحط فوقه خشب سقف القهوة قال ابن حامد: فضحكت، وقلت: لا، خشبك نحطه فوق جدار جارك ناصر العبودي لأنني أعرف أنك لا تمانع وكان جدار بيتنا قائمًا قبل ذلك.

فسألني ابن سمحان بدهشة عما إذا كنت متأكدًا من أنك ستسمح له في أن يضع خشب سقف قهوته على جدارك؟

فأكدت له ذلك، ولكنه لم يقتنع حتى استأذن منك شخصيًا، فقال والدي: أذكر ذلك، وأعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لا يمنعن أحدكم جاره أن يغرز خشبه في جداره.

قال: وحتى لو لم يرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الخصوص فإنه ليس من المعقول عندي أن أمنع جاري من هذا الأمر.

أقول أنا مؤلف هذا الكتاب: إن بعض الناس يمنعون جيرانهم من أن يضعوا خشب السقوف في بيوتهم على جدرانهم لزعمهم أن الجدار إذا ثقل عليه خشب السقف صار معرضًا للإنهيار أو التشقق، لاسيما أن جميع جدرانهم ومنها جدار بيتنا في ذلك الوقت هي من الطين.

ونعود إلى ذكر إبراهيم فنقول: إنه سافر إلى الظهران بعد ذلك وحصل على وظيفة جيدة هناك، ولكنه انصرف إلى الاتجار بالأراضي والعقارات، فصار ذا ثروة عظيمة، ورزق عدة أبناء نجباء ساعدوه في تجارته في حياته ثم صاروا من رجال الأعمال التجارية بعد وفاته وصارت لهم شركة قوية ناجحة تحمل اسمهم.

هذا مع العلم بأن إبراهيم كان وحيد أبويه، وليس له أي أخ.

ولوالده عبد الله السمحان نظرية تدل على بعد تفكيره وعدم جموده على ما عليه الناس، وذلك أنه أحضر معه من الكويت مضخة يدوية وأحضر معها أنابيب من الحديد، وربما كانت من أول ما دخل من الأنابيب تلك إلى بريدة.