وذكر لنا أنه أحضرها من أجل أن يركب الأنابيب أي ينصبها على بئر قريبة الماء، ثم يرفع الماء بالمضخة اليدوية ويزرع عليها، وأختار لذلك (المندسة) إلى الشرق من بريدة.
ولم يكن الناس آنذاك يعرفون مكائن الماء، بل لم يكونوا يتصورونها.
وقد أجرى تجربة لذلك أمام والدي وأنا طفل في نحو السابعة من عمري وذلك يكون في عام ١٣٥٣ هـ على وجه التقريب فوضع قدرًا كبيرًا ملأه بالماء على الأرض وأدخل الأنبوبة من السماوة وهي فتحة في السقف، وربط بها المضخة من جهة الأعلى وهي التي في السطح وأحضر قدرًا كبيرًا خالية
في السطح وصار يمتح الماء يرفعه من الأسفل إلى الأعلى بالمضخة اليدوية حتى انتقل ما في القدر الأسفل الذي على وجه الأرض إلى القدر الأعلى الذي فوق السطح وقال: أريد أن أزرع عليها هكذا.
فكان بعض الناس يضحكون منه، وبعضهم يقول: سوف نرى.
ولكنه لم يستمر في الزراعة والري بهذه الطريقة.
وإبراهيم بن عبد الله السمحان المذكور محب للأدب، بل هو أديب، وإن لم يتفرغ للأدب أرسل إليَّ من مكان إقامته في المنطقة الشرقية رسائل تدل على ذلك، ومنها هاتان الرسالتان اللتان كتبت أولهما بتاريخ ٧/ ١١/ ١٣٧٣ هـ.