وفى ذلك التاريخ تقريبا كان الأمير سعد الدين بن غراب الإسكندرانى ناظر الخاص فعمل أعمالا جسيمة وتصرف تصرفا عاما، وما زال يرفع سعر الذهب حتى بلغ كل دينار إلى مائتى درهم وخمسين درهما من الفلوس بعد ما كان بنحو خمسة وعشرين درهما، ففسدت بذلك معاملة الإقليم وقلت أمواله وغلت أسعار المبيعات وساءت أحوال الناس إلى أن زالت البهجة وانطوى بساط الرقة وكاد الإقليم يخرب، نسأل الله له العافية، فقد قام بمواراة آلاف من الناس الذين هلكوا فى زمان المحنة، سنة ست أو سبع وثمانمائة، فستره الله كما ستر المسلمين وما كان ربك نسيا. انتهى مقريزى.
وفى سنة ٨٠٦ نودى على الفلوس أن يتعامل بها وزنا وسعّر كل رطل منها بستة دراهم، وكانت قد فسدت إلى الغاية، بحيث صار وزن الفلس ربع درهم بعد ما كان مثقالا، وفى هذه السنة انقطع من مصر اسم الدينار والدرهم وظهر البندقى والفندقلى، وكان أول ظهورهما فى القسطنطينية.
وفى سنة ٨٠٨ ضرب الناصر فرج دنانير عيارها أقل من عيار الدنانير القديمة.
وفى سنة ٨١٤ أمر السلطان الناصر بأن تكون الفلوس كل رطل باثنى عشر درهما، فغلقت الحوانيت فغضب على الناس وأمر مماليك الجلبان بوضع السيف فى العامة حتى تشفع فيهم الأمراء، وقبض على جماعة وضربوا بالمقارع وشنقه رجل بسب ذلك.
وفى سنة ٨١٥ ضربت النقود الخالصة زنة الدرهم نصف درهم، والدينار ثلاثون حبة، وفرح الناس بها وبطلت الدراهم التى كان عيارها العشر فضة والتسعة أعشار نحاس، ثم صار الثلثان فضة والثلث نحاس.
وفى سنة ٨١٧ أمر الملك المؤيد شيخ بضرب الدراهم المؤيدية، وكثر حمل النارنج حتى بيعت كل مائة وعشر حبات بدرهم بندقى، يساوى من