للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك التاريخ كان الملك الناصر محمد بن قلاوون يحب الخواجا مجد الدين السلامى إسماعيل بن محمد بن ياقوت تاجر الخاص، وكان يسفره ويقرر معه أمورا فيتوجه ويقضيها على وفق مراده بزيادات، فقرّبه ورتب له الرواتب الوافرة، فرتب له فى كل يوم من الدراهم واللحم والعليق والسكر والحلو والكماج والرقاق ما يبلغ فى اليوم مائة وخمسين درهما عنها يومئذ ثمانية مثاقيل من الذهب.

وفى سنة ٧٩٤ ضرب بالإسكندرية فلوس ناقصة الوزن على العادة طمعا فى الربح، فآل الأمر إلى أن كانت أعظم الأشرار فى فساد الأسعار، وفى تلك المدة تقريبا كان سوق برجوان عامرا لا يحتاج الساكن هناك إلى غيره، فيه جميع البضائع، وفيه دكان لا يباع فيه إلا الشيرج، كان يشترى منه كل ليلة زيت للقناديل بثلاثين درهما فضة عنها يومئذ دينار ونصف، كما فى الخطط.

وفى سنة ٧٩٩ نكب الأمير محمود بن على صاحب المدرسة المحمودية وحمل من ماله مائة قنطار ذهبا وأربعون قنطارا عنها ألف ألف دينار وأربعمائة ألف دينار.

وفى سنة ٨٠٠ ابتدئ ضرب النحاس والتعامل به وبطل تقدير الأشياء بالميايدة.

وفى سنة ٨٠١ نودى فى البلد أنّ صرف كل دينار ثلاثون درهما ومن امتنع نهب ماله وعوقب فحصل للناس من ذلك شدة.

وفى سنة ٨٠٣ أنفق يلبغا السالمى على الممالك السلطانية كل دينار من حساب أربعة وعشرين درهما فضة، ثم نودى فى البلد أن صرف الدينار ثلاثون درهما، ثم أمر بضرب الذهب كل دينار زنته مثقال، وأراد بذلك إبطال ما حدث من المعاملة بالذهب الأفرنكى، فضرب ذلك وتعامل الناس به مدة وصار يقال دينار سالمى إلى أن ضرب الناصر فرج دنانير وسماها الناصرية.