فلما مات الملك الصالح إسماعيل، وأقيم فى الملك من بعده أخوه الملك الكامل سيف الدين شعبان بن محمد، نقل إلى وظيفة نظر الخاص، وذلك فى ربيع الآخر سنة ست وأربعين وسبعمائة، فباشر ذلك إلى أخريات رجب نيفا وثمانين يوما، ونقل إلى استيفاء الدولة.
وفى المحرم سنة سبع وأربعين تقرر فى نظر الدولة، فاستمر إلى أن قتل الملك الكامل شعبان، وأقيم فى الملك من بعده أخوه الملك المظفر حاجى فى مستهل جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين، فأعيد ابن زنبور إلى نظر خاص، وأضيف إليه نظر الجيش، فباشر ذلك إلى سنة إحدى وخمسين، فأضيفت إليه الوزارة فى يوم الخميس السابع والعشرين من ذى القعدة وخلع عليه، وكان له يوم عظيم جدا، فقام بواجب الوزارة أحسن قيام، ودبر المملكة أحسن تدبير.
ثم فى شوال سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة فى يوم الاثنين خامس عشر شوال، لما عاد السلطان الملك الصالح من دمشق إلى قلعة الجبل، وعمل يوم الخميس سماطا، وخلع على سائر أرباب الوظائف، اتفق لما قدّره الله تعالى أنه حضر إلى الأمير صرغتمش وهو يومئذ رأس نوبة عشرة تشريف غير تشريفه ودون رتبته، فأخذه ودخل إلى الأمير شيخو وألقى البقجة قدامه، وقال: انظر فعل الوزير معى، وكشف الخلعة، فقال شيخو: هذا غلط، وقام وقد أخذه من الغضب شبه الجنون، وقال هذا شغل الوزير، وأنا لا أصبر على أن أهان لهذا الحد، ولا بد لى من القبض عليه، ومهما شئت أفعل به، فخرج فإذا الوزير داخل لشيخو وعليه خلعة، فصاح فى مماليكه خذوه، فكشفوا الخلعة عنه وسحبوه إلي بيت صرغتمش، وسرح مماليكه فى القبض على جميع حاشية الوزير، فقبض على سائر من يلوذ به، لأنهم كانوا قد اجتمعوا بالقلعة، وخالطت العامة المماليك فى