حتى بلغ أعلى المراتب، فأرسل إلى البلاد وأحضر إخوته وأقاربه، وزوجه السلطان بابنته، وتزوّج السلطان بأخته، فلما احتضر السلطان جعله وصيا على أولاده، ثم آل أمره إن مات قتيلا ليلة الثلاثاء من عشر شوال سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة بالإسكندرية، انظر ترجمته عند ذكر جامعه من هذا الكتاب.
وفى:(نزهة الناظرين) أنه بعد وفاة الملك أبى بكر المنصور، تولى بعده أخوه الملك الأشرف علاء الدين كجك وعمره ست سنين، فأقام ثمانية شهور والأمر فى دولته لقوصون وبشتك، فعزلوه وتوفى بقوص بعد أربع سنين، وفى المقريزى أنه بعد قتل الأشرف شعبان ابن حسين، نفى إليها أيضا الخليفة العباسى المتوكل على الله أبو عبد الله محمد سنة ثمان وسبعين وسبعمائة، وأقيم عوضه فى الخلافة ابن عمه زكريا بن إبراهيم بن محمد فى الثالث والعشرين من صفر سنة تسع وسبعين وسبعمائة، ثم رد من نفيه ولزم بيته إلى عشرين من ربيع الأول، ثم رد إلى الخلافة، ثم سخط عليه الظاهر برقوق وسجنه مقيدا يوم الاثنين أول رجب سنة خمس وثمانين وسبعمائة، وقد وشى به أنه يريد الثورة وأخذ الملك.
وممن نفى إلى قوص أيضا ومات بها كما فى:(خطط المقريزى)، الوزير ابن زنبور وقد تكلم عليه فى باب دور مصر عند ذكر السبع قاعات، فقال: إن ابن زنبور هو علم الدين/عبد الله بن تاج الدين أحمد ابن إبراهيم، المعروف بابن زنبور، وكان أول أمره مباشر استيفاء الوجه القبلى، فلما كانت مصادرة ابن الجيعان كاتب الإصطبل، اختاره السلطان لمباشرة نظر الإصطبل فى سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، واستمر إلي أن مات السلطان الملك الناصر محمد، وحكيم الأمير أيدغمش فباشر ابن زنبور استيفاء الصحبة.