للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومعقلا لحفظ أموال التجار والرعايا، وردعا لأهل الفساد والبلايا، تكون مساحته من الجهات الأربع دائر خمسمائة ذراع بذراع العمل، من كل ناحية مائة وخمسة وعشرون ذراعا، فتوجه فى السنة المذكورة وصحبته فئة كثيرة من العساكر المنصورة من كل بلك طائفة، وجهزت إليه المعمارية والآلات والمدافع وما يحتاج إليه من المأكولات والأسباب برا وبحرا، وعينت له أغربة بجانب ساحل المويلح لنقل ما يحتاج إليه ذهابا وإيابا، وطلب مشايخ الأدراك وأعيانها للحراسة والمعاونة على هذا المهم، وشرع فى موضع الأساس على القياس المشروح فتم دائر الأساس، وعقد الباب وأربعة أبراج بدائره من كل جانب، وعدة ما يوضع فيها من المدافع سبعة وأربعون مدفعا، وبداخله حواصل ومنافع فى بقية سنة سبع وستين، بحيث لما توجه الركب شاهد البناء والترتيب، ثم اعتنى المعمار بحفر الآبار هناك، فحفر قيت المذكور بئرا، وجعلها وقفا لمولانا الخندكار المعظم، وبنى بئرا ثانيا من ماله، وجعلها وقفا له، ثم لما توجه الأمير عثمان بن أزدمر باشا أميرا على الركب فى تلك السنة أمر ببناء بئر ثالثة ففعل ذلك، ثم قبل عود الركب إلى المويلح وجدها فرغت فوقفها على المسلمين، فتم بها خمسة آبار وذكر لى قيت المعمار أنه يريد أن يحفر بئرا داخل القلعة فيصير هناك قديما وحديثا ستة آبار، وشربت من ماء المتجددات فرأيته عذبا سائغا شرابه.

وذكر لى أيضا أنه بعد فراغ الحصار يريد أن يبنى خانا لطيفا كالذى على نخل وعجرود لودائع أهل الركب، وصارت المويلح من أجلّ مناهل الحجاز، أثابه الله تعالى، لكن لم يبن الخان الثانى اللطيف، واقتصر على الأول فإنه كفاية، لأنه حصار كبير فيه نفع للمسلمين للخزن والحماية وبه طبلخاناة رومية تضرب على بابه بكرة وعشية كغيره.