للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الإسماعيلية مواضع بها رباطات من طرف الحكومة، وهى المدامة، والقيافسو، والشلوفة، وليس بهذه المواضع سكان سوى المحافظين.

ويوجد فى أرض تلك الجهة ملح الطعام كثيرا، تأخذ منه العرب وغيرهم.

وفى جنوب مدينة السويس مما يلى الغاطس والمينا محل يقال له عنبر البوص، فيه فنار يسمى فنار ذنوبية، ويليه محل يقال له دير الدراج، به العين النابعة فى الجبل التى مر ذكرها، وبقربها ينبت الزعفران، وهناك فنار بجواره مساكن خدمته، وصهريج ينقل له الماء من السويس، وفى غربى الفنار بأكثر من ساعة جملة مساكن حول عين الزعفران، وهى عين مستملحة يستقى منها العرب، وفى جنوبها بنحو ثمان ساعات دير مارى أنطونيوس، وهو دير مشيد حصين متين البنيان ذو فواكه، وبخارجه عين عذبة الماء نابعة من الصخر.

وفى جنوبه على شط البحر الأحمر دير آخر على نسقه، وفى أهلهما كرم لمن يفد عليهم، وفى الأرض الواقعة بين عين الزعفران وهذين الديرين تنبت حشائش كثيرة تسقى بماء المطر، ترتع فيها مواشى عرب المعازة فيرحلون إلى حيث يجدونها، وفى سياحة الدكدوراجوس أن بقرب دير انطونيوس هذا آخر يعرف بدير بولس، على مسافة ستة فراسخ من البحر الأحمر، بنيا فى القرن الرابع من الميلاد فى وقت كانت القلوب فيه مشغوفة بحب الديانة؛ فاختار كثير من الناس أرض مصر للتعبد، حتى بلغ عدد الديورة فى الديار المصرية خمسة آلاف دير، سكنها نحو سبعين ألف راهب وعشرين ألف راهبة.

وكانت الفتن إذ ذاك كثيرة فى المملكة الرومانية وكان ظلم الحكام قد بلغ النهاية؛ ففر كثير من الناس إلى الصحارى للترهب، ومنهم كثير من أهل الاعتبار والمعارف، وكانت كنيسة الإسكندرية أعظم الكنائس إذ ذاك، حتى إنها توجه منها إلى الجمعية التى عقدت لخصوص المسائل الدينية فى أوروبا خمسون بطركا مرة واحدة، وقد وصف الدكدوراجوس المذكور دير أنطونيوس،