شبابيكها من الزجاج الملون، وفى وسط دائر العنابر حوش متسع فيه أشجار متنوعة، وجعلوا هناك اسبتالية لمرضى الملاحين منهم ونحو ذلك.
ويتبع تلك القومبانية فوريقة واقعة فى شمال المدينة بين الشاطئ الغربى للبحر وبين تل القلزم يصنع فيها الثلج، ويغسل فيها ثياب المرضى وفرشهم ونحو ذلك.
وفى شرقى المدينة فوريقة لجماعة ملطين تبع الإنجليز أيضا، يصنع فيها الثلج فقط، وهناك للملطيين أيضا وابوران للطحين، وتجدد فى المدينة حمامان أنشأهما الأهالى، يملآن من ماء النيل بواسطة مواسير توزيع المياه، ولم يعهد بها قبل ذلك حمام، وفيها قهاو وخمارات وأرباب حرف، وقد أحصى من بها من السكان فى سنة ١٨٦٧ فوجدوا أحد عشر ألفا وثمانية وتسعين نفسا، ومن الأغراب ألفان وأربعمائة نفس، وكانت قبل ذلك فى سنة ١٨٣٣ تحتوي على ألف وخمسمائة نفس كما قاله قلوط بيك، ولازدياد سكانها وكثرة الخيرات بها قد أحصى ما ذبح فيها فى سنة واحدة وهى سنة ١٨٧٣ فوجد ستمائة وثلاثة وثلاثين من البقر الكبير، وأربعة آلاف وتسعمائة وسبعة وسبعين من الغنم، ومائة وثلاثة وخمسين من الخنازير وعجول البقر الصغيرة، وستة وعشرين من الأبل، انتهى.
وأكثر المقيمين بها من التجار، وكلاء عن تجار المحروسة وتجار الإسكندرية وعن تجار البلاد الأجنبية مثل الهند، واليمن والحجاز، والسودان، ونحو ذلك، ويرد عليها لقضاء الأوطار عرب الجبال الشرقية والغربية، مثل عرب الطور، وعرب المعازة، وعرب الحوطة، وغيرهم، فيبيعون على أهلها سلع البادية من سمن ونحوه، ويشترون سلع الحاضرة من ثياب ونحوها، خصوصا فى زمن موسم الحج، وقد تجدد أيضا حواليها عمائر أوجبت زيادة الأمن على الأنفس والأموال، مما كان يحصل من العرب وغيرهم، فهناك على شط الترعة