ومن أصناف الطيور: الببغان، والدرر الخضر، والنورس الأحمر، وأنواع العصافير، وتلك الطيور تجلب من بلاد الهند، ويجلب من غيرها القرد، والنسناس، وقط الزبد، والنسر، والنعام، والظباء، والبقر، والغنم البرية.
وفى كتاب الإحصاءات أن الوارد إلى السويس من جهة سواكن ومصوع ونحوهما فى سنة ١٢٨٦ من البقر كان مائتين وأربعة وخمسين بقرة، ومن الغنم كان ثمانية آلاف ومائتين واثنتين وثمانين، انتهى. كل ذلك يرد عليها ليدخل مصر وغيرها، ويرد عليها من مصر أنواع الثياب والنحاس ونحو ذلك.
ومن كل ذلك كثرت سكان مدينة السويس واتسعت مبانيها وعمائرها حتى شغلت من الأرض أكثر من مائتى ألف متر مسطح، وتجددت بها الأبنية المشيدة والخانات والحوانيت المشحونة بالبضائع المصرية والخارجية، وصار سوقها الدائم مشتملا على ما تشتمل عليه أسواق المدن الكبيرة، من السلع والقهاوى والحمارات واللوكاندات، وبها ديوان محافظة، وضبطية، واسبتالية، ومحكمة شرعية، مأذونة بتحرير الوثائق وسماع الدعاوى عموما، وأنشئ فيها على طرف الميرى قصران جليلان يقيم بأحدهما مأمور المينا وأهل ديوانه، وبالآخر يقيم مأمور الصحة ومن معه، وخدمة فنارات البحر من الناظر، والكتبة المعينين لأخذ عوائد الفنارات من السفن الواردة وأحدثت بها قومبانية مياه، فبنى الفرنج وابورا على الفرع الخارج من الإسماعيلية، فى قطعة أرض أنعم عليهم بها الخديو إسماعيل، ووزعوا الماء فى المدينة، بواسطة مواسير من الرصاص والحديد جعلت مجارى تحت الأرض، مسطحها نحو ستة آلاف متر كما فعل بالإسكندرية والقاهرة، وأحدث الفرنج هناك بستانا نضرا به شجر الكرم والفاكهة وقصب السكر وأنواع الخضر، وأنعم أيضا على قومبانية الإنجليز المسماة القومبانية الشرقية بقطعة أرض مسطحها نحو اثنين وعشرين ألف متر وخمسمائة أحدثوا فيها عمائر نفيسة، فعملوا فيها عنابر من الخشب،