وخروجها عرضها مائة متر، وبجانبها فنارات، وطول أرصفة مينا الحكومة خمسمائة وثمانية وخمسون مترا، وطول أرصفة مينا التجارة ألف وخمسمائة وثمانية وعشرون متر، وبين الاثنتين مولص عرضه مائة متر وطوله خمسمائة وخمسون مترا وله أرصفة، وهو فى مقابلة الفتحة التى تدخل منها المراكب، وأساس تلك الأرصفة تحت الصفر بخمسة أمتار ونصف، والصفر تحت تاج الرصيف بثلاثة أمتار، فيكون ارتفاع الرصيف ثمانية أمتار ونصف، وعمق الماء فى المينا يزيد عن سبعة أمتار.
وقد بنيت الأرصفة من أحجار مصنوعة من الدبش والجير المائى المجلوب من بلاد الفرنج، ويعرف بجير توى، وهو يجمد فى الماء كالجبس، وكانت تلك المقاولة والرسومات على يدنا ومباشرتنا زمن نظارتنا على الأوقاف، وأما الحوض الحديد الذى وقعت المقاولة عليه أولا فقد تم وأحضر، وهو الموجود الآن فى مينا الإسكندرية.
ثم إن مينا السويس المذكورة واقعة فى جنوب المدينة بنحو ميل، فى جزء من البحر الأحمر ردم بالتراب والدبش بواسطة الكراكات، بعد تحويطه بجسر من الدبش حتى صارت قطعة جزيرة يكتنفها البحر من كل جهة، ثم أحدثت فيها الأرصفة وغيرها من تعلقات المينا، وعمل جسر من الدبش والتراب أيضا متصل بالمينا والمدينة، ومدت عليه أشرطة الحديد، وجرى عليها وابور السكة الحديد لنقل البضائع ونحوها.
فى شرقى المينيين مينا أخرى صغيرة تبع كومبانية القنال، يقيم عليها رجال القومبانية، وترسو عليها سفن صغيرة من طرفها، وأحدثت هناك ورشة حدادين، والقنال هو الترعة المالحة التى عملت فى محمل برزخ السويس، الذى يجمع آسيا بأفريقية، الواصل بين البحر الأحمر والأبيض، وسنتكلم عليه مع الكلام على خلجان مصر فى جزء مخصوص، وهو من أسباب عمارية مدينة السويس، ومن أكبر أسباب عماريتها وصول ماء النيل إليها من الترعة