الإسماعيلية، التى أنشئت فى عهد الخديوى إسماعيل باشا، وجعل فمها من بولاق مصر القاهرة، وتصب فى البحر الأحمر عند مدينة السويس، فجرى هناك ماء النيل صيفا وشتاء، فتبدل جدب تلك الجهة خصبا، وحيا كثير من أرضها، وتجدد فيها حدائق ذات بهجة، وزرع حوالى الترعة القمح والشعير والبرسيم وأنواع الخضر، وكل حين يزداد فيها الإصلاح والإحياء بجرى الماء عليها، البعض بالراحة والبعض بالآلات، ثم لكثرة مصاريف خط السكة الحديد، المعمولة فى زمن المرحوم سعيد باشا وصعوبته؛ لما فيه من الانحدارات واحتياجاته إلى نقل الماء ونحوه، لوقوعه فى طريق قفر ليس به عمائر ولامياه-صار نقله بأمر كريم من الخديو إسماعيل إلى ما هو عليه الآن بخط الزقازيق، فى طول الترعة الحلوة، فسهل المرور عليه وزال عناؤه.
ومن جميع تلك الإنشاءات الجليلة كثر ورود السفن على مينا السويس وعظم إيراد السكة الحديد جدا، ففى كتاب الانسكليو بودى فى الكلام على قنال السويس ما ترجمته أن الوارد على مينا السويس من السفن البخارية سنة ثمان وخمسين وثمانمائة وألف ميلادية-يعنى قبل فتح القتال-كان اثنتين وسبعين مركبا، حمولتها مائة وسبع وعشرون طنلاطة وخمسمائة طنلاطة، والخارج منها فى تلك السنة إلى بلاد الهند وسواحل العرب وأفريقة وبلاد الصين ويابونيا وجزائر المحيط كان أربعا وسبعين مركبا بخارية، حمولتها مائة وثلاث وعشرون ألف طنلاطة وثمانمائة وسبع وخمسون طنلاطة.
ودخل من السياحين الملكية خمسة آلاف وثلثمائة سياح واثنان، وخرج منها اثنا عشر ألفا وستمائة وخمس وعشرون نفسا من الأغراب، من ضمنهم ثمانية آلاف وأربعمائة وستة وسبعون عسكريا، موجهين إلى الهند، والوارد إليها مع البوسطة من الصناديق والبالات تسعة آلاف بالة وصندوق، ومائتان واثنتان وسبعون، والخارج منها من ذلك إلى جهة الهند تسعة عشر ألف بالة وثلثمائة وتسع وتسعون بالة.