للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحصول الخلل وإنما ذلك على سبيل الظن، فبإغلاقها تظهر الحقيقة، ويزول الشك، فإذا حصل منه خلل وصار معلوما تتدبر الحكومة فى تداركه، وإن لم يحصل حصل المقصود من تكاثر المياه فى بحر الشرق الذى عليه مدار الزراعية الصيفية والمنافع العمومية ولا يترك نفع محقق لضر متوهم يمكن تداركه، فاستحسن منى ذلك ورآه صوابا ورخص فى إقفالها فصارت تقفل وحصل من ذلك مالا مزيد عليه من المنافع العمومية.

وأما الخلل الذى كان متوقعا حصوله فإنه ظهر فى بعض العيون الغربية القريبة من البر الغربى فجعل عليها جسرا من الخشب أحاط بها، فتربت حولها جزيرة من الرمل حفظتها فلم يكن خللها مانعا من إقفالها كل سنة.

ثم لما حفر رياح المنوفية أحيل علىّ فى مدة نظارتى عمل قناطره ومبانيه، فأجريتها على ما هى عليه الآن.

وفى سنة اثنتين وثمانين اختارنى للنيابة عن الحكومة المصرية فى المجلس الذى تشكل لتقدير الأراضى التى هى حق شركة خليج السويس، على مقتضى القرار المحكوم به من طرف امبراطور فرانسا، وكان المعين نائبا من طرف الدولة العلية حضرة سرور أفندى وكذا كان لكل من الحكومة الفرنساوية والشركة المذكورة نائب، فتوجهنا للمرور على الخليج فمررنا من السويس إلى بورت سعيد، وبعد المذاكرات والمداولات عملت الرسوم اللازمة وتحرر بذلك القرار وتمت المسئلة على أحسن حال، وأحسن إلىّ بعد إتمامها برتبة المتمايز وأعطيت النيشان المجيدى من الدرجة الثالثة، وبعث إلىّ من طرف الدولة الفرنساوية بنيشان (أوفسيه ليثريون دونور).

وفى شهر جمادى الآخرة من سنة أربع وثمانين أحيلت إلىّ وكالة ديوان المدارس تحت رياسة شريف باشا.، مع بقاء نظارة القناطر الخيرية، وبعد قليل انتدبنى الخديوى إسماعيل للسفر إلى باريس فى مسئلة تخص المالية، فكانت مدة غيابى ذهابا وإيابا وإقامتى بها خمسة وأربعين يوما.