للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويعرف بشيخ القبة وشيخ الصندوق وأمينه. فيحفظ ما يضعه به الزائرون من النذور والهدايا والصدقات ليفرق بينهم كل شهر مثلا على حسب ما اصطلحوا عليه من القسمة، وذلك غيرما هو لهم من مرتب الأوقاف، وهكذا سائر الأضرحة الشهيرة كضريح السيدة زينب، والسيدة نفيسة، والإمام الشافعى، وغيرهم .

وحضرة هذا المشهد الشريف كل ليلة ثلاثاء، يجتمع فيها مشاهير القراء من عصر يوم الاثنين إلى الصبح، فيفتتح القراءة شيخهم بالترتيل ثم الذى يليه، وهم يستمعون محافظين على أحكام التجويد إلى آخر القرآن وفى أول الليل يجتمع أهل دلائل الخيرات فيقرؤونها مجتمعين بصوت مرتفع، وفى وقت العشاء تنشد المدائح والتوسلات وكذا بعد الفجر ويختمون بعد طلوع الشمس بالأدعية وإنشاد الموشحات وآخر البردة بالألحان والتطريب حتى تكون لهم ضجة عظيمة تخلط على المصلين والقارئين، وقبل الختم تفرق عليهم الجرايات المرتبة من ديوان الأوقاف وغيره، ويزدحم الزوار تلك الليلة ويومها، ويمتلئ المشهد من النساء قبيل الظهر فلذا تطوى البسط يومئذ.

ومولده السنوى فى ربيع الثانى يستغرق أغلب الشهر، ويوقد فى الليلة كثير من القناديل والشموع، ويصرف فى الليلة الواحدة نحو عشرين جنيها فى الشمع والزيت والقهوة والشربات والمآكل فى بعض الليالى، ويعطى المنشدون والقراء وأهل/الدلائل والأشاير والخدمة ونحو ذلك، فأولا يبتدأ بخرينة الوقف فيصرف منها على ثلاث ليال، ثم للخديو إسماعيل باشا ليلة يصرف فيها جميع ما يلزم لها مع التوسعة، ثم لابن أخيه الأمير إبراهيم باشا ليلة كذلك، ثم لغيرهم من أعيان مصر كالسادات الوفائية، والشيخ الجوهرى، ومحمود بيك عبدا لمعطى، والسيد ياسين شيخ سجادة الرفاعية، ثم لبعض أعيان الوجه البحرى كالشيخ أبى حشيش من ناحية مرصفة، والشيخ عبد الرحمن السيسى من ناحية الهياتم بالغربية. فلكل واحد من هؤلاء وغيرهم ليلة يلتزم كفايتها، وبعضهم جعل لها وقفا يصرف عليها كل سنة من ريعه.

ومن أول المولد ينعقد مجلس القراء داخل القبة كل ليلة من وقت العصر إلى آخر الليل فيقرؤون كل ليلة ختمة كاملة، ثم ينعقد مجالس أخر من قراء طندتا وغيرهم فى بعض أنحاء الجامع، وقرب آخره تكثر المقارئ ومجالس الأذكار، ويكون أكثر المأكول هناك الفول النابت والخبز، حتى فى آخر ليلة يكون عند كل عمود تقريبا مقرأة فيها سحارات الفول والخبز والمخلل والزيتون ونحو ذلك ومناقد القهوة والشربات، فيتعفش المسجد وتطوى منه الحصر، وفى الليلة الكبيرة تزين الأسواق القريبة منه وتوقد الوقدات الكثيرة