للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَتَرانِي بِالْجَوى أَعْرِفُها ... وَهِيَ أَيْضاً بِالْجَوى تَعْرِفُنِي (١)

وقال حجة الإسلام في "الإحياء": رُوِيَ أنه كان أبو الحسين النوري في دعوة، فجرت بينهم مسألة في العلم وأبو الحسين ساكت، ثم رفع رأسه، فأنشدهم:

رُبَّ وَرْقاءَ هَتُوفٍ فِي الضُّحَى ... إلى آخر الأبيات

قال: فما بقي في القوم أحد إلا قام وتواجد، ولم يحصل لهم هذا الوجد من العلم الذي خاضوا فيه وإن كان العلم جداً وحقاً (٢).

وقال الشيخ العارف بالله المحيوي بن العربي رحمه الله تعالى: [من الكامل]

ناحَتْ مُطَوَّقَة فَحَنَّ حَزِينُ ... وَشَجاهُ تَرْجِيعٌ لَها وَحَنِينُ

جَرَتِ العُيُونُ مِنَ العُيُونِ تَفَجُّعاً ... لِحَنِينِها فَكَأَنهنَّ عُيونُ

طارَحْتُها ثَكْلَى لِفَقْدِ وَحِيدِها ... وَالثُّكْلُ مِنْ فَقْدِ الوَحِيدِ يَكُونُ

طارَحْتُها وَالوَجْدُ يَمْشِي بَيْنَنا ... ما إِنْ تُبِينُ، وَإِنَّنَي لأُبِينُ

وقال الشيخ العارف بالله أبو الحجاج الأقصرائي - كما قرأت من خط العارف بالله الحافظ صلاح الدين العلائي الأقصرائي -: كان الشيخ أبو الحسن الصباغ رضي الله تعالى عنه سائراً في بعض الأيام وقت الضحى بين بساتين قُوص، فرأى حمامة على شجرة تغرد بصوتٍ شج، فوقف


(١) انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (٦٦/ ٧٠).
(٢) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (٢/ ٢٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>