للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدعاء؛ فإنه خرج عن قدرة.

قال الشيخ محي الدين رحمه الله تعالى: ويُقال ذلك العابد كان أبا عبد الله التونسي، وقفت أنا على قبره وقبر الشيخ أبي مدين بظاهر تلمسان.

وروى الإمام عبد الله بن المبارك عن خالد بن معدان رحمه الله تعالى: لا يَفْقَهُ الرجل كل الفقه حتى يرى الناس في جنب الله أمثال الأباعر، ثم يرجع إلى نفسه فتكون هي أحقر حاقر (١).

ويروى هذا عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه (٢).

ومعناه أن ليس إليه ولا إلى أحد من الخَلْق، ولا لهم من الأمر شيء، وأنَّ الأمر كله بيد الله تعالى.

ويحتمل أن يكون له معنى آخر.

روى أبو نعيم عن ميمون بن مهران رحمه الله تعالى قال: ما أقلَّ أكياسَ الناس، لا يُبصر الرجل أمره حتى ينظر إلى الناس، وإلى ما أمروا به، وإلى ما قد أكبوا عليه من الدنيا، فيقول: ما هؤلاء إلا أمثال الأباعر التي لا همَّ لها إلا ما تجعل في أجوافها، حتى إذا أَبْصر غفلتهم نظر إلى نفسه فقال: إني لأراني من شرهم بعيرًا واحدًا (٣).


(١) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٩٩).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" (ص: ٢٥).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>