للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذي سأل النظرة إبليس.

ويحتمل أنها كانت حية على أصل خَلْقها، وإنما أنطقها الله تعالى لتكون عبرة لابن حمير، ولِيُتِمَّ ابتلاؤه بها.

وقد اختلف الناس في اصطناع المعروف، هل يتعين أن يكون مع أهله أم لا؟

فمنهم مَنْ قال بالأول، وقال:

وَمَنْ صَنَعَ الْمَعْرُوفَ مَعْ غَيْرِ أَهْلِهِ ... أَضاعَهُ كَمُجِيرِ أُمِّ عامِرِ

وروى أبو نعيم عن علي بن أبي حملة قال: قال لي زياد بن صخر اللخمي: إذا صنعت يدًا فاصنعها إلى ذي دين وحسب (١).

وروى البيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَصْلُحُ المَعْرُوْفُ إِلاَّ عِنْدَ ذِيْ حَسَبٍ وَدِيْنٍ، كَمَا لا تَصْلُحُ الرِّيَاضَةُ إِلاَّ فيْ نَجِيْبٍ" (٢).

وروى أبو نعيم عن الربيع قال: سمعت الشافعي رضي الله تعالى عنه يقول: إذا أخطأتك الصنيعة إلى مَنْ يتقي الله، فاصنعها إلى مَنْ يتَّقي العار.

قال: وسمعت الشافعي كتابه يقول: ما رفعت أحدًا فوق منزلته


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٦/ ٩١).
(٢) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٠٩٦٥) وقال: هكذا رواه جماعة من الضعفاء عن هشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>