للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقيل: جارية بني فلان.

فأرسل إلى حفصة رضي الله تعالى عنها، فقال: ما حملك على أن تخمري هذه المرأة، وتجلببيها، وتشبهيها بالمحصنات حتى هممت أن أقع بها لا أحسبها إلا من المحصنات؟ لا تشبهوا الإماء بالمحصنات (١).

وروى ابن أبي شيبة عن أبي قلابة رحمه الله تعالى قال: كان عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه لا يدع في خلافته أمة تتقنع، ويقول: إنما القناع للحرائر لكي لا يؤذين (٢).

قلت: ولا يلزم أن يكون أذاهن بالتعرض للعُهر ونحوه، بل يجوز أن يكون الأذى بالامتهان وعدم التوقير، وهذا كان اجتهاد من عمر رضي الله تعالى عنه.

وقال مجاهد في قوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: ٥٩].

قال: متجلببين بها، فيعلم أنهن حرائر، فلا يتعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة. رواه ابن أبي شيبة، والمفسرون (٣).

وروى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد عن أنس - رضي الله عنه -: رأى عمر


(١) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ٢٢٦).
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٦٢٤٢).
(٣) رواه الطبري في "التفسير" (٢٢/ ٤٦)، وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٦/ ٦٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>