للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَصْلٌ

وأما تشبه الرقيق بالحر فبأن يتغلب على مالكه، أو يجحد رقه، ويدَّعي أنه حر أو محرر، أو يأبق منه وينفي الحرية، أو يصادق غير سيده على رقه، وكل هذا حرام من الكبائر.

وفي الحديث: "مَلْعُون مَنِ انتُمَى إِلَى غَيْرِ مَوالِيهِ" (١) بأن يشمخ ويتكبر وهو حرام، ويلبس زي الرغادة، وذلك مكروه أو خلاف الأولى، بل الأولى في حقه أن يكون في المنزلة التي أنزله الله تعالى فيها حتى يكون الله تعالى هو الذي ينقله منها إلى أرفع منها.

وقد روي: أن عمر رضي الله تعالى عنهما رأى أمة متقنعة، فقال لها: أتتشبهين بالحرائر يا لَكَاع (٢)؟

قال ابن أبي عصرون: إن عمر رضي الله تعالى عنه قصد نفي الأذى عن الحرائر؛ لأن الإماء بن يقصدن بالزنا حينئذ؛ قال الله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: ٥٩]، وكانت الحرائر


(١) رواه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (٢٢٠٣) عن أنس - رضي الله عنه -.
(٢) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (٥٠٦٤) بمعناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>