للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجل الإخوان بغير وفاء، وطلب الآخرة بالرياء والسمعة، ومودة النساء بالغِلْظة، وينفع نفسه بضر غيره، وطلب العلم والفضل بالدَّعَة (١).

وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن الحسن رحمه الله تعالى أنه قال لأصحابه: يا ابن آدم! إلى متى؟

يا أهلاه! غَدُّوني، يا أهلاه! عَشّوني، يوشك والله يغدى بك، يوشك والله يراح بك؛ إما هولاً أكلاً بلعاً بلعاً، وسرطاً سرطا أحمق، إنما تجمع مالك لامرأة تذهب إلى زوجها، أو لرجل يذهب بمالك إلى زوجته؛ فإن استطعت أن لا تكون آخر الثلاثة فافعل (٢).

وقوله: أحمق: منادى حذف منه حرف النداء؛ أي: يا أحمق.

والمراد: أن من جمع المال ولم ينفقه في سبيل الله، أو فيما ينتفع به في الدارين خلَّفه لمن يتمتع به، ولا يشكر له يداً فيه، وتبقى عهدته عليه، عليه تبعته، ولغيره متعته.

ولنا في المعنى: [من البسيط]

حَمَق تُجَمِّعُ مالاً ثُمَّ تَتْرُكُه ... لِزَوْجَةٍ أَمْتَعَتْهُ بَعْدَكَ الرَّجُلا

الفائِدَةُ الْحادِيَةَ عَشْرَةَ: روى الإمام عبد الله بن المبارك، والإمام أحمد؛ كلاهما في "الزهد" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال:


(١) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ١٩٨).
(٢) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٢٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>