للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وفي هذا الزمان تكون الدولة للحمقى كما سبق في الأثر.

وروى ابن أبي الدنيا أيضا عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال: اعقل؛ فلا إِخال العقل إلا قد رفع (١).

هذا قول أبي أمامة عن زمانه، فكيف بزماننا؟

وروى السلمي في "طبقاته" عن بشر بن الحارث الحافي رحمه الله تعالى قال: يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حليم، ويأتي عليهم زمان تكون الدولة فيه للحمقى على الأكياس (٢).

وروى أبو نعيم عن زبيد اليامي - ويقال: الأيامي - رحمه الله تعالى قال: سئل عيسى بن مريم عليهما السلام عن أشراط الساعة.

قال: من أشراطها: إذا كانت أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أخف الناس أحلاماً، وأقربهم من الله.

قالوا: يا نبي الله! وما خفة أحلامهم، وقربهم من الله؟

قال: أما خفة أحلامهم فإن أحدهم يلعن البهيمة، وأما قربهم من الله فإن خوان أحدهم يوضع فما يرفع حتى يغفر له لقوله: بسم الله والحمد لله (٣).

وروى الدينوري في "المجالسة" عن المعتمر بن سليمان، عن


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "العقل وفضله" (ص: ٥٦).
(٢) رواه السلمي في "طبقات الصوفية" (ص: ٤٦).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>