وما ورد في الكتاب والسُّنَّة من مشكلات الصفات كالوجه، والعين، والطرف، والنظر، واليد، والروح، والنفس، والاستواء، والنزول نثبته؛ أي: نعتقد أنّه ثابت كما هو، ونؤمن به بما يظهر لنا من معناه، وما أشكل علينا واشتبه فوَّضنا علمه إلى الله تعالى كما هو مذهب السلف مع التنزيه له سبحانه عن ظاهره، وجهلُنا بتفصيله لا يقدح في اعتقادنا المراد منه مجملًا.
أو أولناه بما يليق بجلال الله تعالى كما هو مذهب الخلف.
قال الجد الرضي الغزي رحمه الله تعالى: والتسليم أسلم، والتأويل أحكم (١).
(١) قال ابن حجر في "فتح الباري" (١٣/ ٣٥٢) - ناقلًا عن غيره -: قول من قال: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أحكم، ليس بمستقيم؛ لأنّه ظن أن طريقة السلف مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه في ذلك، وأن طريقه الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات، فجمع هذا القائل بين الجهل بطريقة السلف والدعوى في طريقة الخلف، وليس الأمر كما ظن، بل السلف في غاية المعرفة بما يليق بالله تعالى، وفي غاية التعظيم له والخضوع لأمره والتسليم لمراده، وليس من سلك طريق الخلف واثقًا بأن الّذي يتأوله هو المراد، ولا يمكنه القطع بصحة تأويله.