للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَصْلٌ

حيث ذكرنا لك هنا اعتقادات الفرق الهالكة لتكون حَذورًا من التشبه بهم في تلك الاعتقادات الفاسدة، فينبغي أن نذكر هنا عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة من السلف والخلف، وهم الفرقة الناجية، منهم الأشاعرة أصحاب أبي الحسن الأشعري رحمهم الله تعالى، وحشرنا في زمرتهم لتكون حريصًا على التشبه بهم في ذلك إمّا بطريق الاستدلال بالأدلة القاطعة إنَّ كنت من أهله، وإما بالاعتقاد الجازم الّذي لا يتداخله شك.

فنعتقد أن الله تعالى واجب الوجود، وقديم أزلي، لا ابتداء له، باقٍ أبديٌّ لا انتهاء له، وهو واحد لا ينقسم ولا يشبه بوجه، لا تشبه ذاته الذوات، ولا صفاته الصفات، ليس بجوهر، ولا جسم، ولا عرض لأنّها حوادث، وهو منزه عن الحدوث، والمكان، والزمان، وليس هو كغيره محلًّا للحوادث، ولا يحل في شيء، ولا هو في حيز ولا جهة، ولا تصح عليه الحركة والانتقال، ولا الجهل ولا الكذب، ولا شيء من صفات النقص، ولم يزل سبحانه موجودًا بأسمائه وصفات ذاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>